الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن بحث عن أخلاقه وطرائقه وأخباره :  لم يخف عليه موضعه ومحله ولو بالغنا في وصفه لكنا إلى التقصير فيما نذكره من ذلك أقرب إذ انتشر على لسان الخطير والحقير ذكر فضله سوى ما يضاف إلى ذلك من الجلالة والصبر على المكاره واحتماله لكل جريرة إن لحقته من عدو وزلل إن جرى من صديق وتعطفه بالإحسان على الكبير والصغير واصطناع المعروف إلى الداني والقاصي ومداراته للنظير والتابع جاريا على سنن الإمام أحمد رضي الله عنهما حذو القذة بالقذة .

ولم يزل على طول الزمان يزداد جلالة ونبلا وعلما وفضلا قصده القاضي الشريف أبو علي بن أبي موسى دفعات إحداها : في جمادى الأولى سنة إحدى أو اثنتين وعشرين وأربعمائة ليشهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله بن ماكولا [ ص: 197 ] ويكون ولد القاضي أبي علي أبو القاسم الملقب بزين الدين له تابعا ومتبركا بشهادته فأبى عليه الوالد السعيد أشد الإباء فمضى ابن أبي موسى إلى أبي القاسم بن بشران وسأله أن يشهد مع ولده وقد كان ابن بشران قد ترك الشهادة قبل ذلك فأجابه إلى ذلك فشهد ابن بشران ومعه زين الدين بديوان الخلافة .

وكانت وفاة القادر بالله في حادي عشر من ذي الحجة من هذه السنة ثم توفي القاضي أبو علي سنة ثمان وعشرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية