فلنذكر الآن وهو الذي درج عليه الوالد السعيد قدس الله روحه وأرواحهم لبعضهم بمعونة الله وتجتنب ما ذم أهل البدع بسببه راجين بذكره جزيل الثواب متوقين الخروج عن الصواب بعد تعريفك ما عسى أن تلقاه من ذوي الخلاف والعناد من الأذى إذا تحققوا معرفتك لما هم عليه من الفساد والمحق مأمور بالصبر لينال به جزيل الأجر . تبيين منهج السلف وما أمروا بأدائه إلى الخلف
وقدمناه أولا في نكتتين من أتقنهما ولزمهما أدرك سعادة الدارين وما نذكره بعدهما إنما نريد به شرحهما .
إحداهما : ترك ما تراه لما أمرت به مع تبيين الأمر المتمسك بموجبه .
والثانية : قلة الاكتراث بكثرة المبطلين وتهجينهم ما درج عليه الوالد السعيد والسلف الصالح الرشيد مع سخاء النفس عما قالوه من قبول عند أمثالهم ووصول إلى بعض آمالهم .
فإذا ألزمت نفسك الأخذ بهاتين النكتتين : عوضت عما تركت سكونا إلى ما عرفت والثقة بنيل ما به وعدت وهابك مخالفك وإن كنت وحيدا وكنت عند الله سبحانه وتعالى ثم عند صالحي عبيده حميدا .