1039 - قال الشيخ : وعلى هذه الطريقة يدل ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق ، أنا عبيد بن عبد الواحد ، نا ابن أبي مريم ، نا أبو غسان محمد بن مطرف ، حدثني زيد بن أسلم عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تبتغي إذ وجدت صبيا من السبي أخذته فألصقته ببطنها ، فأرضعته ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ " قلنا : لا والله ، وهي تقدر على أن لا تطرحه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الله أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها " . رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن أبي مريم ، ورواه مسلم عن الحلواني وغيره عن ابن أبي مريم . فإثبات الرحمة قبل وجود ما أشار إليه دل على أنه على معنى أنه مريد لصرف النار عمن شاء من عباده قبل القيامة ، وقبل تبريز الجحيم ، ثم يجوز أن تسمى تلك النعمة رحمة على أنها موجب الرحمة ومقتضاها ، وعلى هذا يحمل ما مضى من الحديث والله أعلم .


