ومنها الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان وقال جل وعلا: "الرحمن الرحيم" قال الله عز وجل: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن وقال تبارك وتعالى: وكان بالمؤمنين رحيما ، وقال جل جلاله في فاتحة الكتاب: الرحمن الرحيم وقال تعالى: تنزيل من الرحمن الرحيم وقال جلت قدرته في فواتح السور غير التوبة: بسم الله الرحمن الرحيم .
80 - أخبرنا ، أنا أبو طاهر الفقيه ، ثنا أبو حامد بن بلال يحيى بن الربيع المكي ، ثنا سفيان ، حدثني ، عن أبيه، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ، رضي الله [ ص: 135 ] عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أبي هريرة الحمد لله رب العالمين قال: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم قال: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين قال: مجدني عبدي أو قال: فوض إلي عبدي وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، وإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: هذه لك" "قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي، فإذا قال: رواه في الصحيح عن مسلم إسحاق بن إبراهيم عن سفيان قال في الحليمي وذلك أنه لما أراد من الجن والإنس أن يعبدوه ـ يعني لما أراد أن يأمر من شاء منهم بعبادته ـ عرفهم وجوه العبادات وبين لهم حدودها وشروطها، وخلق لهم مدارك ومشاعر، وقوى وجوارح، فخاطبهم وكلفهم وبشرهم وأنذرهم، وأمهلهم وحملهم دون ما تتسع له بنيتهم، فصارت العلل مزاحة، وحجج العصاة والمقصرين منقطعة وقال في معنى الرحمن: إنه المزيح للعلل، وينيله بفضل رحمته من الثواب أضعاف عمله وقال معنى "الرحيم" : إنه المثيب على العمل فلا يضيع لعامل عملا، ولا يهدر لساع سعيا، فيما أخبرت عنه: اختلف الناس في أبو سليمان الخطابي فذهب بعضهم إلى أنه غير مشتق لأنه لو كان مشتقا من الرحمة [ ص: 136 ] لاتصل بذكر المرحوم فجاز أن يقال: الله رحمن بعباده، كما يقال: رحيم بعباده، ولأنه لو كان مشتقا من الرحمة لأنكرته العرب حين سمعوه إذ كانوا لا ينكرون رحمة ربهم: وقد قال الله عز وجل: تفسير "الرحمن" ومعناه وهل هو مشتق من الرحمة أم لا؟ وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا وزعم بعضهم أنه اسم عبراني، وذهب الجمهور من الناس إلى أنه مشتق من الرحمة مبني على المبالغة، ومعناه ذو الرحمة لا نظير له فيها، ولذلك لا يثنى ولا يجمع، كما يثنى الرحيم ويجمع، وبناء فعلان في كلامهم بناء المبالغة يقال لشديد الامتلاء ملآن ولشديد الشبع شبعان، والذي يدل على صحة مذهب الاشتقاق في هذا الاسم حديث رضي الله عنه يعني ما. عبد الرحمن بن عوف