الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنها "الحليم" قال الله عز وجل: وإن الله لعليم حليم  ، ورويناه في خبر الأسامي.

87 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الحميد ، ثنا أبو أسامة ، عن أسامة ، عن محمد بن كعب ، عن عبد الله بن شداد ، عن عبد الله بن جعفر ، قال: علمني علي رضي الله عنه كلمات علمهن رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه يقولهن في الكرب والشيء يصيبه: "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين"  قال الحليمي في معنى الحليم: إنه الذي لا يحبس إنعامه وأفضاله عن عباده [ ص: 143 ] لأجل ذنوبهم،  ولكنه يرزق العاصي كما يرزق المطيع، ويبقيه وهو منهمك في معاصيه كما يبقي البر التقي، وقد يقيه الآفات والبلايا وهو غافل لا يذكره فضلا عن أن يدعوه كما يقيها الناسك الذي يسأله، وربما شغلته العبادة عن المسألة، قال أبو سليمان: هو ذو الصفح والأناة الذي لا يستفزه غضب، ولا يستخفه جهل جاهل ولا عصيان عاص، ولا يستحق الصافح مع العجز اسم الحليم، وإنما الحليم هو الصفوح مع القدرة، المتأني الذي لا يعجل بالعقوبة.

التالي السابق


الخدمات العلمية