الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنها "الغفار" قال الله جل ثناؤه: ألا هو العزيز الغفار  ورويناه في خبر الأسامي، وفي حديث عائشة رضي الله عنها، قال الحليمي: وهو المبالغ في الستر فلا يشهر الذنب لا في الدنيا ولا في الآخرة.  

94 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق ، أنا محمد بن أيوب ، أنا موسى بن إسماعيل ، ثنا همام ، ثنا قتادة ، عن صفوان بن محرز: قال: بينا أنا أمشي مع ابن عمر آخذا بيده إذ عرض له رجل فقال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى يوم القيامة؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل يدني منه [ ص: 151 ] المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره من الناس، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك، قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، قال: فيعطى كتاب حسناته، قال: وأما الكفار والمنافقون فيقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين" رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل وأخرجه هو ومسلم من وجه آخر عن قتادة وقوله في الحديث: "يدني منه المؤمن" يريد به يقربه من كراماته وقوله: "فيضع عليه كنفه" يريد به عطفه ورأفته ورعايته والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية