الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنها "المحيي المميت"  وقد رويناهما في خبر الأسامي قال الحليمي في معنى المحيي: إنه جاعل الخلق حيا بإحداث الحياة فيه  وقال في معنى المميت: إنه جاعل الخلق ميتا بسلب الحياة وإحداث الموت فيه  وفي القرآن: قل الله يحييكم ثم يميتكم وقال تعالى: كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون وقال جل وعلا: أومن كان ميتا فأحييناه قال أبو سليمان فيما أخبرت عنه في معنى المحيي: هو الذي يحيي النطفة الميتة فيخرج منها النسمة الحياة ويحيي الأجسام البالية بإعادة الأرواح إليها عند البعث ويحيي القلوب بنور المعرفة ويحيي الأرض بعد موتها بإنزال الغيث وإنبات الرزق وقال في معنى المميت: هو الذي يميت الأحياء ويوهن بالموت قوة الأصحاء الأقوياء: يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير تمدح سبحانه بالإماتة كما تمدح بالإحياء ليعلم أن مصدر الخير والشر والنفع والضر من قبله وأنه لا شريك له في الملك استأثر بالبقاء وكتب على خلقه الفناء.

التالي السابق


الخدمات العلمية