الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
139 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد ، ثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله تعالى: سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون وقوله: ولو شاء الله لجمعهم على الهدى وقوله: ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا وقوله: ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله وقوله وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله [ ص: 205 ] وقوله: ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها وقوله: ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ، وقوله: إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا وقوله: من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وقوله: إنك لا تسمع الموتى وقوله: إنك لا تهدي من أحببت وقوله: فمنهم شقي وسعيد ونحو هذا من القرآن، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرص أن يؤمن جميع الناس ويبايعوه على الهدى، فأخبره الله تعالى أنه لا يؤمن إلا من سبقت له من الله السعادة في الذكر الأول ولا يضل إلا من سبقت له من الله الشقاوة في الذكر الأول،  ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين وقال عز وجل: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وقوله: ليس لك من الأمر شيء وقوله: ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا يعني معاينة ما كانوا ليؤمنوا وهم أهل الشقاء ثم قال: إلا أن يشاء الله وهم أهل السعادة الذين سبق لهم في علمه أن يدخلوا في الإيمان، وبهذا الإسناد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: أعطى كل شيء خلقه ثم هدى يقول: خلق الله لكل شيء روحه ثم هداه لمنكحه ومطعمه ومشربه ومسكنه ومولده.

التالي السابق


الخدمات العلمية