الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنها "المقدم والمؤخر"  وهما في خبر الأسامي مذكوران.

143 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا إبراهيم بن محمد الصيدلاني ، ثنا محمد بن بشار ، ثنا عبد الملك بن الصباح ، ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن ابن أبي موسى ، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا [ ص: 210 ] الدعاء: "اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وجدي وهزلي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير" رواه البخاري ، ومسلم في الصحيح عن محمد بن بشار قال الحليمي: المقدم هو المعطي لعوالي الرتب، والمؤخر هو الدافع عن عوالي الرتب  وقال أبو سليمان: هو المنزل للأشياء منازلها، يقدم ما شاء منها ويؤخر ما شاء، قدم المقادير قبل أن يخلق الخلق، وقدم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده، ورفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات وقدم من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين وأخر من شاء عن مراتبهم وثبطهم عنها، وأخر الشيء عن حين توقعه لعلمه بما في عواقبه من الحكمة، لا مقدم لما أخر، ولا مؤخر لما قدم قال: والجمع بين هذين الاسمين أحسن من التفرقة.

التالي السابق


الخدمات العلمية