الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنها الظاهر قال الله جل ثناؤه: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو في خبر الأسامي وغيره.

19 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب ، أنا محمد بن أبي بكر ، ثنا الأغلب بن تميم ، ثنا مخلد أبو الهذيل العنبري ، عن عبد الرحمن ، عن ابن عمر ، رضي الله عنهما قال: إن عثمان رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تفسير: له مقاليد السماوات والأرض  فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ما سألني عنها أحد قبلك، تفسيرها: لا إله إلا الله والله [ ص: 47 ] أكبر وسبحان الله وبحمده أستغفر الله لا حول ولا قوة إلا بالله الأول والآخر والظاهر والباطن بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير " وذكر الحديث قال الحليمي - رحمه الله - في معنى الظاهر إنه البادي في أفعاله وهو جل ثناؤه بهذه الصفة، فلا يمكن معها أن يجحد وجوده وينكر ثبوته  وقال أبو سليمان الخطابي: هو الظاهر بحججه الباهرة وبراهينه النيرة وشواهد أعلامه الدالة على ثبوت ربوبيته وصحة وحدانيته، ويكون الظاهر فوق كل شيء بقدرته، وقد يكون الظهور بمعنى العلو، ويكون بمعنى الغلبة ومنها الوارث ومعناه الباقي بعد ذهاب غيره وربنا جل ثناؤه بهذه الصفة لأنه يبقى بعد ذهاب الملاك الذين أمتعهم في هذه الدنيا بما آتاهم، لأن وجودهم ووجود الأملاك كان به، ووجوده ليس بغيره، وهذا الاسم مما يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في خبر الأسامي وقال الله عز وجل: وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون .

التالي السابق


الخدمات العلمية