الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
260 - أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد، أنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان ، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، ثنا يحيى بن أبي بكير ، ثنا زهير بن محمد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن النعمان بن أبي عياش ، عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أدنى أهل الجنة منزلة  رجل يخالف الله تعالى وجهه عن النار قبل الجنة ومثل له شجرة ذات ظل فقال: أي رب قدمني إلى هذه الشجرة: أكون في ظلها ، قال الله عز وجل له: هل عسيت إن فعلت أن تسأل غيره؟ قال: لا وعزتك ، فيقدمه الله تعالى إليها ، ومثل له شجرة ذات ظل وثمر فقال: أي رب قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها وآكل من ثمرها ، قال الله: هل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره؟ قال: لا وعزتك ، فيقدمه الله إليها فيمثل له شجرة أخرى ذات ظل وثمر وماء فيقول: أي رب قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها وآكل من ثمرها وأشرب من مائها ، فيقول الله عز وجل: هل عسيت إن فعلت أن تسألني غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا أسألنك غيره ، فيقدمه الله تعالى إليها ، فيبرز له باب الجنة فيقول: أي رب قدمني إلى الجنة فأكون بحافتي الجنة فأنظر إليها فيقدمه الله عز وجل إليها ، فيرى أهل الجنة وما فيها ، فيقول: أي رب أدخلني الجنة ، فيدخله الله عز وجل الجنة ، فإذا دخل الجنة ، قال: هذا لي؟ فيقول الله عز وجل: تمن ، فيذكره الله عز وجل سل من كذا وكذا ، حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله عز وجل هو لك وعشرة أمثاله ، قال: ثم يدخل الجنة فيدخل عليه زوجتاه من الحور العين [ ص: 332 ] فيقولان له: الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك ، قال: فيقول: ما أعطي أحد مثل ما أعطيت ، قال: وأدنى أهل النار عذابا من ينعل نعلين - يعني من نار - يغلي دماغه من حرارة نعليه ".

التالي السابق


الخدمات العلمية