الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
47 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، وأبو الحسين بن الفضل القطان ، وأبو عبد الله بن برهان ، وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ، قالوا: ثنا إسماعيل بن محمد [ ص: 88 ] الصفار ، حدثنا الحسن بن عرفة ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن محمد بن زياد الألهاني ، عن أبي راشد الحبراني ، - بضم الحاء - قال: أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فقلت: حدثنا مما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى إلي صحيفة، فقال: هذا ما كتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فنظرت فإذا فيها: إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت فقال صلى الله عليه وسلم: " يا أبا بكر قل: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم" وروي ذلك من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، ورويناه فيما مضى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وقوله في هذه الرواية: هذا ما كتب لي يريد ما أمر بكتابته أو أملاه، وقد رويناه في خبر الأسامي "مالك الملك" قال أبو سليمان الخطابي فيما أخبرت عنه: معناه أن الملك بيده يؤتيه من يشاء،  كقوله تعالى: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وقد يكون معناه مالك الملوك كما يقال: رب الأرباب، وسيد [ ص: 89 ] السادات وقد يحتمل أن يكون معناه وارث الملك يوم لا يدعي الملك مدع، ولا ينازعه فيه منازع، كقوله عز وجل: الملك يومئذ الحق للرحمن .

التالي السابق


الخدمات العلمية