673 - وأخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنا دعلج بن أحمد بن دعلج ، ثنا أبو عبد الله البوشنجي ، عن سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا ، عن ابن جريج ، عطاء بن أبي رباح ، وعكرمة، مولى ابن عباس ، رضي الله [ ص: 109 ] عنهما أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه ابن عباس رضي الله عنه، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، تفلت هذا القرآن من صدري، علي بن أبي طالب فذكر الحديث بطوله، وذكر فيما عن علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء حفظ القرآن: . وذكر الحديث، وهذا حديث تفرد به "أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تستعمل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتيه إلا أنت، ولا قوة إلا [ ص: 110 ] بالله العلي العظيم" أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي بهذا اللفظ، فإن كان لفظ "النور" محفوظا فيه فإنهم كانوا يقولون ذلك ويريدون به نفي النقص عنه لا غير. [ ص: 111 ] ثم قد حكى أبو الحسن بن مهدي فيما كتب إلي أبو نصر بن قتادة من كتابه عن ابن الأنباري عن ثعلب في الله نور السماوات والأرض يعني أنه حق أهل السماوات والأرض، وهذا نظير قول العرب إذا سمعوا قول القائل: حقا: كلامك هذا عليه نور، أي هو حق". فيحتمل أن يكون قوله إن كان ثابتا: قول الله عز وجل: أي وحق وجهك، "أسألك بجلالك ونور وجهك" والحق هو المتحقق كونه ووجوده، وكان الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم يقول في معنى النور: إنه الذي لا يخفى على أوليائه بالدليل، ويصح رؤيته بالأبصار، ويظهر لكل ذي لب بالعقل، فيكون قوله: راجعا في النور إلى أحد هذه المعاني والله أعلم. "أسألك بجلالك ونور وجهك"