ومنها "القدوس".
[ ص: 107 ] 60 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنا أبو علي الرفاء ، أنا ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، حدثني يونس بن أبي إسحاق ، حدثني المنهال بن عمرو علي بن عبد الله بن العباس ، عن أبيه، رضي الله عنهما، فذكر الحديث في مبيته في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: ثلاث مرات ثم تلا هذه الآيات من آخر سورة آل عمران حتى ختمها "سبحان الملك القدوس" وذكر الحديث قال فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنام حتى سمعت غطيطه ثم استوى على فراشه فرفع رأسه إلى السماء فقال: الحليمي: فالتقديس مضمن في صريح التسبيح، والتسبيح مضمن في صريح التقديس، لأن نفي المذام إثبات للمدائح كقولنا: لا شريك له ولا شبيه، إثبات أنه واحد أحد وكقولنا: لا يعجزه شيء إثبات أنه [ ص: 108 ] قادر قوي وكقولنا: إنه لا يظلم أحدا إثبات أنه عدل في حكمه، وإثبات المدائح له نفي للمذام عنه كقولنا: إنه عالم نفي للجهل عنه وكقولنا: إنه قادر نفي للعجز عنه، إلا أن قولنا: هو كذا ظاهره التقديس، وقولنا ليس بكذا ظاهره التسبيح، ثم ومعناه الممدوح بالفضائل والمحاسن وقد جمع الله تبارك وتعالى بينهما في سورة الإخلاص فقال عز اسمه: التسبيح موجود في ضمن التقديس والتقديس موجود في ضمن التسبيح، قل هو الله أحد الله الصمد فهذا تقديس ثم قال: لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فهذا تسبيح، والأمران راجعان إلى إفراده وتوحيده ونفي الشريك والشبيه عنه.