الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب الثاء

20 - ذكر ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه  

سكن حمص، وله بها دار ضيافة، وله أيضا بالرملة ومصر دار.

روي عن ثوبان ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضمن لي خصلة فأضمن له الجنة"  فقال ثوبان: أنا، قال: "لا تسأل أحدا شيئا" .

قال: فكان ثوبان يسقط سوطه فيذهب الرجل يناوله إياه فما يأخذه منه حتى ينيخ بعيره ثم ينزل فيأخذه
[ ص: 300 ] .

وعن ثوبان ، رضي الله عنه، قال: كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه حبر من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك يا محمد، فدفعته دفعة كاد أن يصرع منها، فقال: لم تدفعني؟ قلت: أفلا تقول يا رسول الله؟ فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي"، فقال اليهودي: جئت أسألك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينفعك شيئا إن حدثتك؟"، قال: أسمع بأذني، فنكت بعود معه، فقال: "سل"، فقال اليهودي: أين الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات؟  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم في الظلمة دون الجسر"، قال: فمن أول الناس [ ص: 301 ] إجازة؟  قال: "فقراء المهاجرين"، قال اليهودي: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟  قال: "زيادة كبد الحوت"، قال: ما غذاؤهم على إثرها؟ قال: "ينحر لهم ثور الجنة، الذي يأكل من أطرافها"، قال: فما شرابهم عليه؟ قال: "من عين تسمى سلسبيلا" ، قال: وجئتك أسألك عن شيء لا يعلمه من أهل الأرض إلا نبي، أو رجل، أو رجلان، قال: "ينفعك إن حدثتك؟"، قال: أسمع بأذني، قال: جئتك أسألك عن الولد؟ قال: "ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا"، فقال اليهودي: صدقت، وإنك نبي، ثم انصرف، فذهب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه، وما لي بشيء منه علم، حتى آتاني الله به" [ ص: 302 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية