فصل
روي عن أبي أسماء الرحبي ، أنه دخل على أبي ذر ، رضي الله عنه، وهو بالربذة، وعنده امرأة سوداء شعثة، ليس عليها المحاشد والخلوق، فقال: ألا تنظرون إلى ما تأمرني به هذه السوداء، تأمرني أن آتي العراق ، [ ص: 328 ] فإذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم، وإن خليلي عهد إلي "أن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض ومزلة، وإنا إن نأت عليه وفي أحمالنا اقتدار أحرى من أن نأتي عليه ونحن مواقير" وعن محمد بن سيرين ، قال: بلغ الحارث رجلا كان بالشام من قريش، أن أبا ذر به عوز، فبعث إليه بثلاث مائة دينار، فقال: ما وجد عبدا لله هو أهون عليه مني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "من سأل وله أربعون فقد ألحف" .
ولأبي ذر أربعون درهما، وأربعون شاة، وماهنان [ ص: 329 ] .


