الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

روي أن حمزة رضي الله عنه، كان في قنص له، فأقبل متوشحا، فرجع إلى بيته، فقالت له مولاته: يا أبا عمارة ، لو رأيت ما لقي ابن أخيك آنفا من أبي الحكم بن هشام نال منه، وآذاه، وشتمه، فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله عز وجل به من كرامته، فخرج سريعا، حتى إذا ما قام على رأسه رفع قوسه، فضرب بها أبا جهل ، فشجه شجة منكرة، وقال: أشتمته؟ أنا على دينه، أقول ما يقول، فرد علي إن استطعت،  وأسلم وتم إسلامه، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عز وامتنع، وأن حمزة سيمنعه، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه.

قال محمد بن إبراهيم التيمي: كان حمزة بن عبد المطلب يوم بدر [ ص: 358 ] معلما بريش نعامة، فقال رجل من المشركين: من رجل أعلم بريشة نعامة؟ فقيل: حمزة بن عبد المطلب ، فقال: الذي فعل بنا الأفاعيل.

قيل: قتل الله بيده من المشركين إحدى وثلاثين نفسا، كفن يوم قتل غطي بها رأسه وجعل على رجليه الإذخر.

قال خباب رضي الله عنه: لقد رأيت حمزة وما وجدنا له ثوبا يكفن فيه غير بردة ملحاء، إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، حتى مدت على رأسه وجعل على رجليه الإذخر.  

روي أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "لولا أن تجد صفية في نفسها، لتركته حتى يحشره الله من بطون السباع"   [ ص: 359 ] وروي عن جابر ، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب"   [ ص: 360 ] قال أصحاب التواريخ: قتل وهو ابن أربع وخمسين سنة [ ص: 361 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية