الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
33 - ذكر حارثة بن النعمان رضي الله عنه

شهد بدرا، هو من بني النجار، وهو الذي مر برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مع جبريل عند المقاعد [ ص: 364 ] .

روي عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دخلت الجنة، فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان ، كذلكم البر كذلكم البر "   [ ص: 365 ] [ ص: 366 ] وعن مقسم ، عن ابن عباس ، رضي الله عنه، قال: مر حارثة بن النعمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه جبريل بناحية، فلم يسلم، فقال جبريل: ما منعه أن يسلم، أما إنه لو سلم لرددت عليه، ثم قال: أما إنه من الثمانين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما الثمانون؟" ، قال: يفر الناس عنك غير ثمانين يصبرون معك، رزقهم ورزق أولادهم على الله في الجنة، فلما رجع حارثة سلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا سلمت حين مررت؟" ، قال: رأيت معك إنسانا، فكرهت أن أقطع حديثه عليك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وقد رأيته؟" ، قال: نعم، قال: " أما إن ذلك جبريل، وقد قال: أما إنه لو سلم عليك لرددت عليه، ثم قال: إنه من الثمانين، قلت: وما الثمانون؟ قال: يفر الناس عنك، ويصبرون معك رزقهم ورزق أولادهم على الله في الجنة "   [ ص: 367 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية