الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كنيف ملئ علما وفقها.  

وقال أبو موسى رضي الله عنه: لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر بين أظهركم [ ص: 475 ] .

قال أهل التاريخ: نفله رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف أبي جهل حين أتاه برأسه، كان أحد الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح .

قال أصحاب السير: كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، نظيفا لطيفا له ضفيرتان يرسلهما من وراء أذنيه، كان يوقظ النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام، ويستره إذا اغتسل،  ويرحل له إذا سافر، ويماشيه في الأرض الوحشاء، هو أحد النفر الذين دار عليهم علم القضاء والأحكام من الصحابة، مرض فعاده عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقال: كيف تجدك؟ قال: مردود إلى مولى الحق.

توفي بالمدينة وصلى عليه الزبير سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع، وكان أوصى أن يصلي عليه الزبير للمؤاخاة التي كانت بينهما [ ص: 476 ] .

أبو عمرو ، في كتابه، أبو عمر بن عبد الوهاب ، في كتابه، حدثنا اللبناني بن أبي خالد ، حدثنا الفضل بن جعفر ، عن جعفر ، حدثنا النضر بن شداد بن عطية ، حدثنا أبي شداد بن عطية ، حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، نعوده في مرضه، فقلنا: كيف أصبحت أبا عبد الرحمن؟ قال: "أصبحت بنعم الله خونا" ، فقلنا: كيف تجدك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: "أجد قلبي مطمئنا بالإيمان" ، وقلنا: ما تشتكي يا أبا عبد الرحمن؟ قال: "أشتكي ذنوبي وخطاياي" ، قلنا: ما تشتهي؟ قال: "أشتهي مغفرة الله ورضوانه" ، قلنا: ألا ندعو لك طبيبا؟ قال: "الطبيبون يطببون؟"   [ ص: 477 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية