فصل في كلام عبد الله  ومواعظه 
قال عبد الله  رضي الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخلطون، وبخشوعه إذا الناس يختالون.  
وقال: إني لأكره أن أرى الرجل فارغا لا في عمل الدنيا، ولا في عمل الآخرة. 
وقال: لا ألفين أحدكم جيفة ليل، قطرب نهار. 
القطرب: النمل الأسود الكبار تكون في المفاوز، تنقل الحبوب إلى جحرها، فربما تنقل شيئا كثيرا، ولا تأكل منها إلا يسيرا. 
وقال عبد الله:  ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك، ومن يقرع باب الملك يفتح له، وقال: ليس العلم بكثرة الرواية، ولكن العلم الخشية.  
وقال: ويل لمن لا يعلم، ولو شاء الله لعلمه، ويل لمن يعلم ثم لا يعمل، سبع مرات  [ ص: 478 ]  . 
وقال رجل عند عبد الله:  ما أحب أن أكون من أصحاب اليمين، أكون من المقربين أحب إلي، فقال عبد الله:  لكن هاهنا رجل ود أنه إذا مات لم يبعث، يعني نفسه، وأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، علمني كلمات جوامع نوافع، فقال: اعبد الله ولا تشرك به شيئا، وزل مع القرآن حيث زال، ومن جاءك بالحق فاقبل منه، وإن كان بعيدا بغيضا، ومن جاءك بالباطل فاردد عليه وإن كان حبيبا قريبا. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					