الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
78 - ذكر عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

قال أهل التاريخ: كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه، أكبر ولد عمر رضي الله عنه، شهد الخندق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وكان يتحفظ ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ويسأل من حضر إذا لم يحضر عما قال أو فعل، وكان يتتبع آثاره صلى الله عليه وسلم، ويصلي في كل مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فوقف معه بعرفة فكان يقف في ذلك الموقف كلما حج، ولا يفوته الحج في كل عام.

مات بمكة ودفن بها.

قال مجاهد: شهد ابن عمر الفتح، وهو ابن عشرين سنة [ ص: 491 ] .

وقال مصعب: استصغر عبد الله يوم أحد، شهد الخندق مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجر مع أبيه، وأمه إلى المدينة وهو ابن عشر سنين.

قال ابن عمر رضي الله عنه: عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن أربع عشرة في غزوة أحد فلم يجزني، وعرضت عليه وأنا ابن خمس عشرة فأجازني.  

وقال البراء: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة غزوة، وأنا وابن عمر لدة، أي ولدا في عام واحد.

وروي أن ابن عمر رضي الله عنه، أتي به النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر، وهو ابن ثلاث عشرة، فلم يقبله.

وقال مجاهد: شهد ابن عمر الفتح، ومعه فرس حرور ورمح ثقيل، فذهب ابن عمر يختلي لفرسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عبد الله، إن عبد الله" [ ص: 492 ] وعن أبي عثمان النهدي ، قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنه، يغضب إذا قيل هاجر قبل أبيه، قال: قدمت أنا، وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجدناه قائلا، فرجعنا إلى المنزل، فأرسلني عمر رضي الله عنه، اذهب فانظر هل استيقظ، فأتيته، فدخلت عليه فبايعته، ثم انطلقت إلى عمر رضي الله عنه فأخبرته أنه استيقظ، فانطلقنا إليه، فهرول هرولة حتى دخل عليه عمر رضي الله عنه فبايعه، ثم بايعته.

وقال صدقة بن سليمان: عن أبيه ، قال: نظرت إلى ابن عمر رضي الله عنه، فإذا رجل جهير يخضب بالصفرة، عليه قميص دستواني إلى نصف الساق.  

وقال أبو إسحاق: رأيت إزاره إلى نصف عضلة الساق.

وقال سعيد بن المسيب: كان عبد الله بن عمر يشبه أباه عمر بن الخطاب.

وقال زيد بن أسلم ، عن أبيه: ما من رجل وجد أثر بعير بفلاة من الأرض ألزم لأثره من عبد الله بن عمر لأثر عمر [ ص: 493 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية