فصل
روي رضي الله عنه، قال: عبد الله بن عمرو جمعت القرآن وقرأته في ليلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أخشى أن يطول عليك الزمان وتمل قراءته" ، ثم قال: "اقرأه في شهر" ، قلت: يا رسول الله، دعني استمتع من قوتي وشبابي، قال: "اقرأه في عشرين" ، قلت: يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي، قال: "اقرأه في سبع" ، قلت: يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي، فأبى عن ، رضي الله عنه، قال: زوجني أبي امرأة من عبد الله بن عمرو قريش، فلما دخلت علي جعلت لا أنحاش لها لما بي من الحرص على العبادة، فجاء إلى كنته، فقال: كيف وجدت بعلك؟ قالت: كخير البعولة، من رجل لا يفتش لنا كنفا، ولم يقرب لنا فراشا، فأقبل علي فعزمني، وغضني بلسانه، وقال: أنكحتك امرأة من عمرو بن العاص قريش ذات حسب ففعلت ما فعلت، ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلي فأتيته، فقال لي: "أتصوم النهار؟" ، قلت: نعم، قال: "أفتقوم الليل؟" ، قلت: نعم، قال: "لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأمس النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" ، ثم قال: "اقرأ القرآن في كل شهر" ، قلت: إني أقوى من ذلك، قال: "اقرأ في [ ص: 506 ] عشرة أيام" ، قلت: إني أقوى، قال: "في كل ثلاثة، وصم في كل شهر ثلاثة أيام" ، قلت: إني أقوى من ذلك، فلم يزل يرفعني حتى قال: "صم يوما وأفطر يوما، فإنه أفضل الصيام، وهو صوم أخي داود" ، ثم قال صلى الله عليه وسلم: "إن لكل عابد شرة، ولكل شرة فترة فإما إلى سنة وإما إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى بدعة فقد هلك" وفي رواية: فأدركني الكبر والضعف حتى وددت أني غرمت أهلي ومالي وأني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل شهر ثلاثة أيام. وعن