الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل في كلام عبد الله ومواعظه

قال عبد الله رضي الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخلطون، وبخشوعه إذا الناس يختالون.  

وقال: إني لأكره أن أرى الرجل فارغا لا في عمل الدنيا، ولا في عمل الآخرة.

وقال: لا ألفين أحدكم جيفة ليل، قطرب نهار.

القطرب: النمل الأسود الكبار تكون في المفاوز، تنقل الحبوب إلى جحرها، فربما تنقل شيئا كثيرا، ولا تأكل منها إلا يسيرا.

وقال عبد الله: ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك، ومن يقرع باب الملك يفتح له، وقال: ليس العلم بكثرة الرواية، ولكن العلم الخشية.  

وقال: ويل لمن لا يعلم، ولو شاء الله لعلمه، ويل لمن يعلم ثم لا يعمل، سبع مرات [ ص: 478 ] .

وقال رجل عند عبد الله: ما أحب أن أكون من أصحاب اليمين، أكون من المقربين أحب إلي، فقال عبد الله: لكن هاهنا رجل ود أنه إذا مات لم يبعث، يعني نفسه، وأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، علمني كلمات جوامع نوافع، فقال: اعبد الله ولا تشرك به شيئا، وزل مع القرآن حيث زال، ومن جاءك بالحق فاقبل منه، وإن كان بعيدا بغيضا، ومن جاءك بالباطل فاردد عليه وإن كان حبيبا قريبا.

التالي السابق


الخدمات العلمية