الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
83 - ذكر عبد الله بن رواحة رضي الله عنه

عقبي، بدري، نقيب بني الحارث بن الخزرج، شهد العقبة الثانية، وكان ممن تكلم يومئذ، فأحسن القول، قتل يوم مؤتة.

وقال عبد الله بن جعفر: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا وقال: "أميركم زيد، فإن قتل فأميركم جعفر ، فإن قتل فأميركم عبد الله بن رواحة" .

فلقوا العدو، فأخذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل حتى قتل، ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قتل، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل
 
[ ص: 520 ] روي عن عروة ، قال: لما نزلت: والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون قال عبد الله بن رواحة: أنا منهم يا رسول الله؟ فأنزل الله عز وجل إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا . . . إلى آخر السورة.  

وعن أنس رضي الله عنه، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، فقام أهلها سماطين ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أصحابه، وابن رواحة يمشي بين يديه وهو يقول:

خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تنزيله     ضربا يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله

يا رب إني مؤمن بقيله

فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا ابن رواحة ، في حرم الله وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول الشعر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 521 ] :

"والذي نفسي بيده لكلامه هذا أشد عليهم من وقع النبل"
 
وروي أنه لما أنشد النبي صلى الله عليه وسلم:

فثبت الله ما أتاك من حسن     تثبيت موسى ونصرا كالذي نصرا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأنت فعل الله بك مثل ذلك"
وعن أبي الدرداء ، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر وأحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما منا صائم إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن رواحة  ، [ ص: 522 ] وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال: كان عبد الله بن رواحة إذا دخل بيته صلى، وإذا خرج صلى.

التالي السابق


الخدمات العلمية