عقبي، بدري، نقيب بني الحارث بن الخزرج، شهد العقبة الثانية، وكان ممن تكلم يومئذ، فأحسن القول، قتل يوم مؤتة.
وقال عبد الله بن جعفر: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا وقال: "أميركم زيد، فإن قتل فأميركم جعفر ، فإن قتل فأميركم عبد الله بن رواحة" .
فلقوا العدو، فأخذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل حتى قتل، ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قتل، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل [ ص: 520 ] روي عن عروة ، قال: لما نزلت: والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون قال عبد الله بن رواحة: أنا منهم يا رسول الله؟ فأنزل الله عز وجل إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا . . . إلى آخر السورة.
وعن أنس رضي الله عنه، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، فقام أهلها سماطين ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أصحابه، وابن رواحة يمشي بين يديه وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا ابن رواحة ، في حرم الله وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول الشعر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 521 ] :
"والذي نفسي بيده لكلامه هذا أشد عليهم من وقع النبل" وروي أنه لما أنشد النبي صلى الله عليه وسلم:
فثبت الله ما أتاك من حسن تثبيت موسى ونصرا كالذي نصرا


