الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
79 - ذكر عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه

يعد في أهل مكة.

قال أهل التاريخ: تحول من مكة إلى الطائف.

روي أنه كان يكتب ما يسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذنه في ذلك فأذن له.

روي أنه حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ألف مثل.

قيل: كان يقرأ كتب الأولين [ ص: 502 ] .

روي أنه رأى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام كأن في إحدى يديه عسلا، وفي الأخرى سمنا، كان يلعقهما، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يقرأ الكتابين: التوراة، والفرقان " فكان يقرؤهما  روي عن سليمان بن الربيع ، قال: " لما قضينا حجنا، قلنا: لو نظرنا رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحدثنا إليه، فدللنا على عبد الله بن عمرو ، فأتينا منزله، فإذا قريب من ثلاث مائة راحلة، فقلنا: على كل هؤلاء حج عبد الله بن عمرو ، قالوا: نعم، وأحباؤه ومواليه،  قال: قلنا: أين هو؟ قالوا: انطلق إلى المسجد، فرجعنا إلى المسجد فإذا نحن برجل أبيض الرأس واللحية، عليه عمامة وعليه ثوبان قطريان ليس عليه قميص، فقلنا: أنت عبد الله بن عمرو ، صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأت الكتاب الأول، ليس أحد نأخذ عنه أحب إلينا منك، قال: مم أنتم؟ فقلنا: من أهل العراق، قال: إن أهل العراق قوم يكذبون، ويكذبون، ويسخرون، قلنا: ما كنا لنكذبك، ولا نكذب عليك، ولا نسخر منك، قال: من أرضكم خراسان، وسجستان يوشك بنوا قنطورا بن كركرا أن يسوقوا سوقا عنيفا حتى يوثقوا خيلهم بنخل شاطئ دجلة من البصرة، حتى ينزلوا الأبلة، فيبعثون إلى أهل البصرة، إما أن [ ص: 503 ] تخلوا لنا أرضكم، أو نسير إليكم، قال: فيفترقون ثلاث فرق، أما فرقة فتلحق بهم، وأما فرقة فتلحق بالكوفة، وأما فرقة فتلحق بالأعراب، فيمكثون سنة، ثم يبعثون إلى أهل الكوفة، إما أن تخلوا لنا أرضكم، وإما أن نسير إليكم، فيفترقون ثلاث فرق، أما فرقة فتلحق بهم، وأما فرقة فتلحق بالأعراب، قلنا: ما أمارة ذلك؟ قال: إذا طبقت الأرض إمرة الصبيان.

التالي السابق


الخدمات العلمية