الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال: جمعت القرآن وقرأته في ليلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أخشى أن يطول عليك الزمان وتمل قراءته" ، ثم قال: "اقرأه في شهر" ، قلت: يا رسول الله، دعني استمتع من قوتي وشبابي، قال: "اقرأه في عشرين" ، قلت: يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي، قال: "اقرأه في سبع" ، قلت: يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي، فأبى  وعن عبد الله بن عمرو ، رضي الله عنه، قال: زوجني أبي امرأة من قريش، فلما دخلت علي جعلت لا أنحاش لها لما بي من الحرص على العبادة، فجاء عمرو بن العاص إلى كنته، فقال: كيف وجدت بعلك؟ قالت: كخير البعولة، من رجل لا يفتش لنا كنفا، ولم يقرب لنا فراشا، فأقبل علي فعزمني، وغضني بلسانه، وقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب ففعلت ما فعلت، ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلي فأتيته، فقال لي: "أتصوم النهار؟" ، قلت: نعم، قال: "أفتقوم الليل؟" ، قلت: نعم، قال: "لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأمس النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" ، ثم قال: "اقرأ القرآن في كل شهر" ، قلت: إني أقوى من ذلك، قال: "اقرأ في [ ص: 506 ] عشرة أيام" ، قلت: إني أقوى، قال: "في كل ثلاثة، وصم في كل شهر ثلاثة أيام" ، قلت: إني أقوى من ذلك، فلم يزل يرفعني حتى قال: "صم يوما وأفطر يوما، فإنه أفضل الصيام، وهو صوم أخي داود" ، ثم قال صلى الله عليه وسلم: "إن لكل عابد شرة، ولكل شرة فترة فإما إلى سنة وإما إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى بدعة فقد هلك" وفي رواية: فأدركني الكبر والضعف حتى وددت أني غرمت أهلي ومالي وأني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل شهر ثلاثة أيام.

التالي السابق


الخدمات العلمية