الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قيل لمالك بن دينار: صف لنا الحسن ، فقال: كان إذا أقبل كأنما أقبل من دفن أمه،  وإذا تكلم فكأنما النار فوق رأسه، وإذا قعد فكأنما هو أسير قرب لضرب عنقه.

وعن عطاء الأزرق ، قال: قال رجل للحسن: يا أبا سعيد كيف أنت؟ كيف حالك؟ قال: بأشد حال، وما حال من أصبح وأمسى ينتظر الموت لا يدري ما الله صانع به.

وعن أبي خليفة: أن الحسن كان مختفيا في داره فانتبه أبو خليفة ذات ليلة والحسن يبكي، فقال: ما أبكاك؟ قال: ذنب لي ذكرته فبكيت [ ص: 735 ] .

وعن عبد الصمد بن سليمان ، قال: دخلنا على الحسن وهو في مسجد الحي في يوم شديد الحر، لو طرحت بضعة لاشتوت، وقد ابتل قميصه من العرق حتى لو شئت أن أعصره لانعصر، فقلنا له: يا أبا سعيد لو تحولت إلى الظل.

قال: وإني لفي الشمس؟ ما علمت أني فيها، إني ذكرت ذنبا من ذنوبي منذ أربعين سنة فذهبت بي الفكرة ما علمت أفي الظل أنا أم في الشمس.

التالي السابق


الخدمات العلمية