فصل
لمالك بن دينار: صف لنا الحسن ، فقال: كان إذا أقبل كأنما أقبل من دفن أمه، وإذا تكلم فكأنما النار فوق رأسه، وإذا قعد فكأنما هو أسير قرب لضرب عنقه. قيل
وعن عطاء الأزرق ، قال: قال رجل للحسن: يا أبا سعيد كيف أنت؟ كيف حالك؟ قال: بأشد حال، وما حال من أصبح وأمسى ينتظر الموت لا يدري ما الله صانع به.
وعن أن أبي خليفة: الحسن كان مختفيا في داره فانتبه ذات ليلة أبو خليفة والحسن يبكي، فقال: ما أبكاك؟ قال: ذنب لي ذكرته فبكيت [ ص: 735 ] .
وعن عبد الصمد بن سليمان ، قال: دخلنا على الحسن وهو في مسجد الحي في يوم شديد الحر، لو طرحت بضعة لاشتوت، وقد ابتل قميصه من العرق حتى لو شئت أن أعصره لانعصر، فقلنا له: يا أبا سعيد لو تحولت إلى الظل.
قال: وإني لفي الشمس؟ ما علمت أني فيها، إني ذكرت ذنبا من ذنوبي منذ أربعين سنة فذهبت بي الفكرة ما علمت أفي الظل أنا أم في الشمس.