الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل روي أن المطلب بن حنطب دخل على سعيد بن المسيب في مرضه وهو مضطجع، فسأله عن حديث، فقال: أقعدوني فأقعدوه، فقال: إني أكره أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع.

وقال سعيد: لا تقولوا مصيحف ولا مسيجد، ما كان لله فهو عظيم حسن جميل   [ ص: 778 ] .

وعن سعيد بن المسيب ، قال: دخلت المسجد في ليلة أضحيان وأظن أني قد أصبحت فإذا الليل على حاله، فقمت أصلي فجلست أدعو، فإذا هاتف يهتف بي خلفي: يا عبد الله قل، قلت: ما أقول؟ قال: قل: اللهم إني أسألك بأنك ملك وما تشاء من أمر يكن.

قال سعيد: فما دعوت بها لشيء قط إلا رأيت نجحه.

وقال عمران بن عبد الله: دعي سعيد إلى البيعة للوليد وسليمان بعد عبد الملك ، فقال: لا أبايع اثنين ما اختلف الليل والنهار، فقيل: ادخل من الباب واخرج من الباب الآخر، قال: والله لا يقتدي بي أحد من الناس فجلد مائة وألبس المسوح، ولما جرد ليضرب، قالت امرأته: إن هذا لمقام خزي، فقال سعيد: من مقام الخزي فررنا.

وقال ابن حرملة: ما كان إنسان يجترئ على أن يسأل سعيدا عن شيء حتى يستأذنه كما يستأذن الأمير [ ص: 779 ] .

وقال سعيد بن المسيب: لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله، يعطي منه حقه، ويكف به وجهه، ويصل منه رحمه،  ويؤدي منه أمانته، ويستغني به عن خلق ربه.

فصل قال مالك: كان سعيد بن المسيب يماري غلاما له في ثلثي درهم وأتاه ابن عمه بأربعة آلاف درهم فأبى أن يأخذها.

التالي السابق


الخدمات العلمية