فصل روي عن الأوزاعي ، قال: كان عمر بن عبد العزيز جعل في كل يوم درهما من خاصة ماله في طعام العامة ثم يأكل معهم.
وقال ميمون بن مهران: ولاني عمر بن عبد العزيز ، وقال لي: إن جاءك كتابي بغير الحق فاضرب به الحائط.
وقالت فاطمة بنت عبد الملك: كنت أسمع عمر رحمه الله في مرضه الذي مات فيه يقول: اللهم أخف عليهم موتي ولو ساعة من نهار.
قالت: فقلت له يوما يا أمير المؤمنين ألا أخرج عنك أن تغفي شيئا فإنك لم تنم، قالت: فخرجت عنه إلى بيت غير البيت الذي هو فيه، قالت: فجعلت أسمعه يقول: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين .
[ ص: 859 ] يرددها مرارا، ثم أطرق فلبث طويلا لا يسمع له حس، فقلت لوصيف له كان يخدمه: ويحك انظر فلما دخل صاح، قالت: فدخلت عليه فوجدته ميتا قد أقبل بوجهه إلى القبلة، ووضع إحدى يديه على فيه والأخرى على عينه، رحمة الله ورضوانه عليه.


