الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
229 - ذكر العلاء بن زياد العدوي رضي الله عنه

تابعي بصري، قال أوفى بن دلهم: كان للعلاء بن زياد مال ورقيق، فأعتق بعضهم ووصل بعضهم وباع بعضهم، وأمسك غلامين يأكل غلتهما، فتعبد وكان يأكل كل يوم رغيفين، وترك مجالسة الناس، فلم يكن يجالس أحدا، يصلي في جماعة ثم يرجع إلى أهله، ويجمع ثم يرجع إلى أهله، ويشيع الجنازة، ويعود المريض، ثم يرجع إلى أهله.

قال هشام بن حسان: ثم قوت على نفسه رغيفا كل يوم، وكان يصوم حتى يخضر، ويصلي حتى يسقط،  فدخل عليه أنس بن مالك ، والحسن ، فقالا: إن الله تعالى لم يأمرك بهذا كله، قال: إنما أنا عبد مملوك لا أدع من الاستكانة لله والتذلل شيئا لعله يرحمني   [ ص: 865 ] .

قال العلاء: ورأيت الدنيا في منامي امرأة عجوز، قبيحة هتماء، عوراء، عليها من كل حلي وزينة، فقلت: من أنت يا عدوة الله أعوذ بالله منك؟ قالت: أنا الدنيا، إن سرك أن يعيذك الله مني فأبغض الدرهم.

وقال لا تتبع بصرك ردف المرأة أو قال رداء المرأة، فإن النظر يجعل في القلب شهوة.  

وقال: لينزل أحدكم نفسه أنه قد حضره الموت، فاستقال ربه نفسه فأقاله، فليعمل بطاعة الله عز وجل.

وقال له رجل: رأيت في النوم كأنك في الجنة، فقال: ويحك أما وجد الشيطان أحدا يسخر به غيري وغيرك [ ص: 866 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية