الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
271 - ذكر محمد بن واسع رضي الله عنه

تابعي بصري، قال مالك بن دينار: القراء ثلاثة: فقارئ للرحمن، وقارئ للدنيا، وقارئ للملوك  إذا لقوا الملوك دخلوا معهم فيما هم فيه، ومحمد بن واسع من قراء الرحمن.

وقال محمد بن واسع: إذا أقبل العبد بقلبه إلى الله أقبل الله إليه بقلوب المؤمنين [ ص: 939 ] .

وقيل لمحمد بن واسع: كيف أصبحت؟ قال: قريبا أجلي، بعيدا أملي، سيئا عملي.

وقال: القرآن بستان العارفين.  

وقال: لو كان يوجد للذنوب ريح ما قدرتم أن تدنوا مني لنتن ريحي.

وعن زياد بن الربيع ، عن أبيه، قال: رأيت محمد بن واسع يعرض حمارا له على البيع، فقال له رجل: أترضاه لي؟ قال: لو رضيته لم أبعه.

وقال: من مقت نفسه في ذات الله أمنه الله من مقته.  

وقال: لقضم القصب، وسف التراب خير من الدنو من السلطان.

وقال: أربعة يمتن القلب:  الذنب على الذنب، وكثرة مثافنة النساء وحديثهن، وملاحاة الأحمق تقول له ويقول لك، ومجالسة الموتى.

قيل: وما الموتى؟ قال: كل غني مترف وسلطان جائر.

وقال ابن أبي رواد: رأيت في يد محمد بن واسع قرحة، فكأنه قد [ ص: 940 ] رأى ما قد شق علي منها.

فقال لي: ما تدري ماذا لله علي في هذه القرحة من نعمة، فسكت فقال: حيث لم يجعلها في حدقتي ولا على لساني ولا على طرف ذكري.

قال: فهانت علي قرحته.

وقال وكيع: أريد محمد بن واسع على القضاء فأبى فعاتبته امرأته وقالت: لك عيال وأنت محتاج، قال: ما دمت تريني أصبر على الخل والبقل فلا تطمعي في هذا مني.

وقال بلال بن أبي بردة ، لمحمد بن واسع: ما تقول في القضاء والقدر؟ قال: أيها الأمير إن الله عز وجل لا يسأل يوم القيامة عباده عن قضائه وقدره، إنما يسأل عن أعمالهم [ ص: 941 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية