الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

أخبرنا طراد بن محمد الزينبي بمكة، أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل ، حدثنا إسماعيل الصفار ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا روح بن عبادة البصري ، عن ابن جريج ، أخبرني أبو خالد ، عن عبد الله بن أبي سعيد المدني ، أخبرتني حفصة بنت عمر، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالسا قد وضع ثوبه بين فخذيه، فجاء أبو بكر ، فاستأذن، فأذن له، والنبي صلى الله عليه وسلم على هيئته، ثم عمر مثل هذه القصة، ثم علي ، ثم ناس من أصحابه، والنبي صلى الله عليه وسلم على هيئته، ثم جاء عثمان فاستأذن، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم ثوبه فتجلله، قال: فتحدثوا، ثم خرجوا، قالت: فقلت: يا رسول الله جاء أبو بكر ، وعمر ، وعلي وسائر أصحابك، وأنت على هيئتك، ثم جاء عثمان، فلما جاء تجللت بثوبك، قالت: فقال: "ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة"   [ ص: 155 ] أخبرنا محمد بن أبي طاهر الخرقي ، أخبرنا أبو علي بن يزداد ، حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا أحمد بن يونس الضبي ، حدثنا زهير بن حرب ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثنا أبي، عن صالح ، عن ابن شهاب ، أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص ، أن سعيد بن العاص أخبره، أن عثمان ، وعائشة رضي الله عنهما أخبراه، أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة، فأذن لأبي بكر وهو كذلك، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، ثم استأذن عمر ، فأذن له وهو كذلك على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه، فجلس، وقال لعائشة: "اجمعي علي ثيابك"، قال: فقضيت له حاجته، ثم انصرفت، قالت عائشة: يا رسول الله، لم أرك فزعت لأبي بكر ، وعمر كما فزعت لعثمان ، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له، وأنا على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته"   [ ص: 156 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية