368 - ذكر ذي النون بن إبراهيم المصري رضي الله عنه
قيل: ذا النون لقب واسمه الفيض ، مصري مات سنة ثمان وأربعين ومائتين.
سئل عن ذو النون وتفعل الخير، وترفض كل ما يشغل عن الله، وأن لا [ ص: 1109 ] تخاف في الله لومة لائم، مع العطف للمؤمنين والغلظة للكافرين واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدين. المحبة ، فقال أن تحب ما أحب الله وتبغض ما أبغض الله،
وقال : قال الله تعالى "من كان لي مطيعا كنت له وليا، فليثق بي وليحكم علي، فوعزتي لو سألني زوال الدنيا لأزلتها عنه" وقال: ذو النون وقال: لم أر شيئا أبعث لطلب الإخلاص من الوحدة، لأنه إذا خلا لم ير غير الله سبحانه، فإذا لم ير غير الله سبحانه لم يحركه إلا حكم الله، ومن أحب الخلوة فقد تعلق بعمود الإخلاص، واستمسك بركن كبير من أبواب الصدق. الأنس بالله من صفاء القلب مع الله،
وقال: من علامة المحب لله متابعة حبيب الله في أخلاقه وأفعاله وأوامره وسننه.
وقال: لم أر أجهل من طبيب يداوي سكرانا في وقت سكره، يعني يترك حتى يفيق، فيداوى بالتوبة، وفي رواية: لا يكون لسكره دواء حتى يفيق [ ص: 1110 ] .
وقال: من نظر إلى سلطان الله ذهب سلطان نفسه، لأن النفوس كلها فقيرة عند هيبته.
وقال : ذو النون
أموت وما انبثت إليك صبابتي ولا قضيت من صدق حبك أوطاري وبين ضلوعي منك مالك قد بدا
ولم يبد باديه لأهل ولا جار وبي منك في الأحشاء داء مخامر
فقد هد مني الركن وانبث إسراري ألست دليل الركب إذ هم تحيروا
ومنقذ من أشفى على جرف هار؟ فنلني بعفو منك أحيا بقربه
وغثني بيسر منك يطرد إعساري
وقال الصدق سيف الله في أرضه، وما وضع على شيء إلا قطعه. ذو النون:
ومن تزين بعمله كانت حسناته سيئات.
وقال: بأول قدم تطلبه تجده [ ص: 1111 ] .
وقال: من أنس بالخلق فقد استمكن من بساط الفراعنة.
وقال: والأنس بالخلق غم واقع. الأنس بالله نور ساطع،
وقال: مفتاح العبادة الفكر، وعلامة الهوى متابعة الشهوات، انقطاع المطامع. وعلامة التوكل
وقال: كان الرجل من أهل العلم يزداد بعلمه بغضا للدنيا وتركا لها، فاليوم يزداد الرجل بعلمه للدنيا حبا ولها طلبا، كان الرجل ينفق ماله على علمه، فيكسب اليوم الرجل بعلمه مالا، وكان يرى على طالب العلم زيادة في باطنه وظاهره، فاليوم يرى على كثير من أهل العلم فساد الباطن والظاهر.
وقال: العارف كل يوم أخشع، لأنه كل ساعة أقرب [ ص: 1112 ] .