الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
370 - ذكر رويم بن أحمد بن يزيد بن رويم رحمه الله تعالى

بغدادي من جلة مشايخهم، وجده يزيد بن رويم ، حدث عن الليث بن سعد ، وغيره، وكان رويم بن أحمد مقرئا، قرأ على إدريس بن عبد الكريم الحداد ، وكان فقيها على مذهب داود الأصبهاني.

سئل رويم عن آداب المسافر  قال: لا يجاوز همه قدمه، وحيث ما وقف قلبه يكون منزله.

وقال لا يزال الصوفية بخير ما تنافروا فإذا اصطلحوا هلكوا.

وسئل رويم عن الفتوة فقال: أن تعذر إخوانك في زلاتهم ، ولا تعاملهم بما تحتاج أن تعتذر منه [ ص: 1114 ] .

وقال: من حكم الحكيم أن يوسع على إخوانه في الأحكام، ويضيق على نفسه فيها، فإن التوسعة عليهم اتباع العلم، والتضييق على نفسه من حكم الورع.

وقيل: هل ينفع الولد صلاح الوالدين؟  فقال: من لم يكن بنفسه لا يكون بغيره، بل من لم يكن بربه لا يكون بنفسه.

وقال ابن خفيف قلت لرويم: أوصني فقال: أقل ما في الأمر بذل الروح، فإن أمكنك الدخول فيه مع هذا، وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية.

وقال: الرضا: استلذاذ البلوى، واليقين: هو المشاهدة.

وسئل عن المحبة فقال: الموافقة في جميع الأحوال، وأنشد:

ولو قلت لي: مت، مت سمعا وطاعة وقلت: لداعي الموت: أهلا ومرحبا

وقال: الأنس أن تستوحش مما سوى محبوبك.

وقيل له: كيف حالك؟ فقال: كيف يكون حال من دينه هواه، وهمته شقاه، ليس بصالح تقي، ولا عارف نقي [ ص: 1115 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية