الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
379 - ذكر السري بن المغلس السقطي رحمه الله تعالى

يقال: إنه كان خال الجنيد وأستاذه، صحب معروفا الكرخي رحمهم الله.

قال السري: إذا فاتني جزء من وردي لا يمكنني أن أقضيه أبدا.

وقال: ما أرى لي على أحد فضلا، فهل لي على المخبتين؟ قال [ ص: 1121 ] :

ولا على المخبتين، قال: ومن أراد أن يسلم دينه، ويستريح قلبه، ويقل غمه، فليعتزل الناس،  لأن هذا زمان عزلة، ووحدة.

وقال: من لم يعرف قدر النعم سلبها من حيث لا يعلم، وقال: قليل في سنة خير من كثير في بدعة، فكيف يقل عمل مع تقوى؟ وقال: الأدب ترجمان العقل، وقال: من أطاع من فوقه أطاعه من دونه.

وقال: لسانك ترجمان قلبك، ووجهك مرآة قلبك، يتبين على الوجه ما تضمر القلوب.

قال: من علامة الاستدراج: العمى عن عيوب النفس.

أخبرنا محمد بن سليم ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حمدويه ، حدثنا جعفر الخلدي ، قال: سمعت الجنيد ، قال: سمعت سريا ، يقول: " ما أحب أن أموت حيث أعرف، أخاف أن لا تقبلني الأرض فأفتضح

وسمعت سريا ، يقول: إني لأنظر إلى أنفي في كل يوم مرتين مخافة أن يكون قد اسود وجهي [ ص: 1122 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية