الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل بلا إسناد، تركت إسناده تخفيفا

روي عن حسان بن عطية ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان: "غفر الله لك يا عثمان ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أخفيت وما أبديت، وما هو كائن إلى يوم القيامة"   .

وعن عمران بن حصين أنه شهد على عثمان بن عفان في غزوة تبوك أيام جيش العسرة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالصدقة والقوة والبأس، ولم يكن للناس قوة، وكان عثمان رضي الله عنه جهز عيرا له إلى الشام، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله هذه مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها، ومائتا أوقية، فحمد الله رسول الله [ ص: 157 ] صلى الله عليه وسلم، وكبر، وكبر الناس، ثم قام مقاما آخرا يدعو الناس إلى الصدقة، فقام عثمان ، فقال: يا رسول الله هذه مائتا بعير ومائتا أوقية، فجاء بالإبل والمال، فصير بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "ما يضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم"   .

وعن عبد الرحمن بن سمرة ، قال: جاء عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بألف دينار حين تجهز جيش العسرة فنثرها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، قال عبد الرحمن: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلبها في حجره ويقول: "ما ضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم"   .

وعن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى عثمان بن عفان يستعينه في غزوة غزاها، فبعث عثمان بعشرة آلاف فوضعت بين يديه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها في يده، ويدعو له، ويقول: " غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت، وما أبديت وما أخفيت، وما هو كائن إلى يوم القيامة وما يبالي عثمان ما عمل بعدها   [ ص: 158 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية