الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
410 - ذكر عبد الله بن محمد الشعراني رضي الله عنه

رازي الأصل، منشأه بنيسابور، وكان أبو عثمان يكرمه ويبجله، كتب الحديث الكثير، وكان ثقة، قيل له: ما بال الناس يعرفون ولا ينتقلون من ذلك ولا يرجعون إلى طريق الصواب؟ قال: لأنهم اشتغلوا بالمباهاة بالعلم،  ولم يشتغلوا باستعماله، واشتغلوا بآداب الظواهر، وتركوا آداب البواطن، فأعمى الله قلوبهم عن النظر إلى الصواب وقيد جوارحهم عن العبادات.

وقال: دلائل المعرفة:  العلم ، والعمل بالعلم، والخوف على العمل.

وقال له بعضهم: علمني دعاء أدعو به، قال: قل: اللهم امنن علينا بصفاء المعرفة، وهب لنا تصحيح المعاملة بيننا وبينك على السنة، وصدق التوكل عليك، وحسن الظن بك، وامنن علينا بكل ما يقربنا منك، مقرونا بالعوافي في الدارين [ ص: 1144 ] .

وقال: من لم يستغنم السكوت فإذا نطق نطق بلغو وقال: قيل لبعض العارفين: ما الذي حبب إليك الخلوة ونفى عنك الغفلة؟ قال: وثبة الأكياس من فخ الدنيا.

وقال عبد الله: من أراد أن يعرف متابعته للحق فلينظر إلى من يخالفه، في مراد له، كيف يجد نفسه عند ذلك، فإن لم يتغير فليعلم أن نفسه متابع للحق.

وقال: الدنيا هي التي تحجبهم عن مولاهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية