الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال إسحاق بن راهويه: لقيني أحمد بن حنبل بمكة فقال لي: "تعال حتى أريك رجلا لم تر عيناك مثله" فأراني الشافعي.  

وقال يعقوب بن إسحاق: كنا نأتي الشافعي فنجد أحمد بن حنبل عنده، قد سبقنا إليه.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي يا أبه: أي رجل كان الشافعي؟ فإني أسمعك تكثر الدعاء له، قال: يا بني، كان الشافعي رحمه الله، كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس،  فانظر هل من هذين عوض أو خلف؟ .

وقال الميموني: كنت عند أحمد بن حنبل وجرى ذكر الشافعي فرأيت أحمد يرفعه، وقال: بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن الله عز وجل يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة رجلا يقيم لها أمر دينها"   .

فكان عمر بن عبد العزيز على رأس المائة وأرجو أن يكون الشافعي على رأس المائة الأخرى [ ص: 1170 ] وقال أحمد بن حنبل: ما صليت صلاة منذ أربعين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي.

وقال أحمد بن حنبل: ما من أحد من أصحاب الحديث حمل محبرة إلا وللشافعي عليه منة.

قال المروذي: سمعت الربيع بن سليمان ، يقول مثل ذلك، فقلنا: يا أبا محمد كيف ذلك؟ قال: إن أصحاب الرأي كانوا يهزؤون بأصحاب الحديث، حتى علمهم الشافعي وأقام الحجة عليهم.

وقال صالح بن أحمد بن حنبل : لقيني يحيى بن معين ، فقال لي: ما يستحيي أبوك مما يفعل؟ قلت: وما يفعل؟ قال: رأيته مع الشافعي ، والشافعي راكب وهو راجل، ورأيته قد أخذ بركابه، فقلت ذلك لأبي، فقال لي: قل له إذا لقيته: إن أردت أن تتفقه فتعال فخذ بركابه الآخر.

التالي السابق


الخدمات العلمية