الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
540 - ذكر أبي عبد الله بن الجلاء رضي الله عنه

بغدادي الأصل، صحب أبا تراب النخشبي ، ولقي أبا عبيد البسري وكان مذهبه في سفره التوكل والتجريد، وكان عالما ورعا.

قال أبو العباس النسوي: كان أبو عمرو بن نجيد ، يقول: ثلاثة من أئمة الصوفية  لا رابع لهم: الجنيد ببغداد، وأبو عثمان بنيسابور، وأبو عبد الله بن الجلاء بالشام.

وكان جاور بمكة بعد أسفاره، ثم انتقل إلى الشام وسكن دمشق وبها توفي.

وقال الدقي: لقيت نيفا وثلاث مائة من المشايخ المشهورين بالفضل فما رأيت أحدا بين يدي الله وهو يعلم أنه بين يدي الله أهيب من ابن الجلاء.

قال جعفر المراغي: وكان من كبار أصحاب الحديث: خرجت من عند ابن جوصاء ، فدخلت على أبي عبد الله بن الجلاء ، فنظر إلي وإلى محبرتي، فقال: إيش أنت؟ قلت: رجل من أصحاب الحديث، قال: فلم جئتني؟ قلت: أحببت أن أكتب عنك، قال لي: اقعد، فأخرج [ ص: 1281 ] إلي خبزا وأدما، وقال لي: كل أولا.

ثم أعطاني درهمين وقال: إن أردت الحديث فعليك بابن جوصاء، وإن أردت أن تأكل شيئا أو احتجت إلى قطعة، فارجع إلي.

وقال حمدان بن بكر: لقيت أبا عبد الله بن الجلاء في الطواف فقال لي: من أين أحرمت؟ قلت: من بيت المقدس .

فقال: على أي طريق جئت؟ قلت: على طريق تبوك، قال: على التوكل، قلت: نعم، قال: أنا أعرف من حج اثنين وخمسين حجة على التوكل وهو يستغفر الله منها، فقلت: يا عم بحق هذه البنية من هو؟ قال: أنا، واستغفر الله من ذلك وبكى.

التالي السابق


الخدمات العلمية