540 - ذكر أبي عبد الله بن الجلاء رضي الله عنه
بغدادي الأصل، صحب أبا تراب النخشبي ، ولقي أبا عبيد البسري وكان مذهبه في سفره التوكل والتجريد، وكان عالما ورعا.
قال أبو العباس النسوي: كان أبو عمرو بن نجيد ، يقول: لا رابع لهم: ثلاثة من أئمة الصوفية الجنيد ببغداد، وأبو عثمان بنيسابور، وأبو عبد الله بن الجلاء بالشام.
وكان جاور بمكة بعد أسفاره، ثم انتقل إلى الشام وسكن دمشق وبها توفي.
وقال الدقي: لقيت نيفا وثلاث مائة من المشايخ المشهورين بالفضل فما رأيت أحدا بين يدي الله وهو يعلم أنه بين يدي الله أهيب من ابن الجلاء.
قال جعفر المراغي: وكان من كبار أصحاب الحديث: خرجت من عند ، فدخلت على ابن جوصاء أبي عبد الله بن الجلاء ، فنظر إلي وإلى محبرتي، فقال: إيش أنت؟ قلت: رجل من أصحاب الحديث، قال: فلم جئتني؟ قلت: أحببت أن أكتب عنك، قال لي: اقعد، فأخرج [ ص: 1281 ] إلي خبزا وأدما، وقال لي: كل أولا.
ثم أعطاني درهمين وقال: إن أردت الحديث فعليك بابن جوصاء، وإن أردت أن تأكل شيئا أو احتجت إلى قطعة، فارجع إلي.
وقال حمدان بن بكر: لقيت في الطواف فقال لي: من أين أحرمت؟ قلت: من أبا عبد الله بن الجلاء بيت المقدس .
فقال: على أي طريق جئت؟ قلت: على طريق تبوك، قال: على التوكل، قلت: نعم، قال: أنا أعرف من حج اثنين وخمسين حجة على التوكل وهو يستغفر الله منها، فقلت: يا عم بحق هذه البنية من هو؟ قال: أنا، واستغفر الله من ذلك وبكى.