الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة وعن عثمان الجزري ، عن مقسم مولى ابن عباس في قوله تعالى: وإذ يمكر بك الذين كفروا  قال: تشاوروا فيه ليلة وهو بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق، وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فلما أصبحوا رأوا عليا فرد الله تعالى مكرهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال معمر : وأخبرني عثمان الجزري ، عن مقسم أن عليا حين تشاوروا في النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة بات على فراش النبي صلى الله عليه وسلم، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار،  وبات المشركون يحرسونه، ويحسبون أن عليا هو النبي صلى الله عليه وسلم حتى أصبح، ورد الله تعالى مكرهم. [ ص: 259 ]

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، قال: سمعت أبي يحدث عن عكرمة في قوله تعالى: وإذ يمكر بك الذين كفروا قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار أمر علي بن أبي طالب فنام في مضجعه، وبات المشركون يحرسونه، فإن رأوه نائما حسبوا أنه النبي صلى الله عليه وسلم فتركوه، فلما أصبحوا وثبوا عليه وهم يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هم بعلي فقالوا: أين صاحبك؟ قال: لا أدري، قال: فركبوا الصعب والذلول في طلبه   .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية