الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل ، وعبد الله بن أبي أمية فقال: أي عم قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله،  قال أبو جهل ، وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به: أنا على ملة [ ص: 289 ] عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لأستغفرن لك ما لم أنه عنك، فنزلت: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ونزلت فيه: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، قال معمر ، وقال قتادة : تبين له حين مات، وعلم أن التوبة قد انقطعت عنه .

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، عن الزهري ، قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم كاد بعض أصحابه أن يوسوس فكان عثمان بن عفان ممن كان كذلك، فمر به عمر بن الخطاب فسلم عليه، فلم يجبه، فأتى عمر أبا بكر فقال: ألا ترى عثمان مررت به فسلمت فلم يرد علي، قال: فانطلق بنا إليه، قال: فمروا به فسلما عليه فرد عليهما، فقال لهأبو بكر : ما شأنك مر بك أخوك آنفا فسلم عليك فلم ترد عليه؟ قال: لم أفعل، قال عمر : بلى قد فعلت، ولكنها نخوتكم يا بني أمية ، فقال له أبو بكر : أجل قد فعل، ولكنه أمر ما شغلك عنه، قال: فإني كنت أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذكر أن الله قبضه قبل أن أسأله عن نجاة هذا الأمر، فقال أبو بكر : فإني قد سألته عن ذلك، فقال عثمان : فداك أبي وأمي فأنت أحق بذلك، فقال أبو بكر : قلت يا رسول الله: ما نجاة هذا الأمر الذي نحن فيه، قال: فقال: "من قبل مني الكلمة التي عرضتها على [ ص: 290 ] عمي فردها علي فهي له نجاة"   .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية