374 - حدثنا ، قثنا عبد الله أحمد بن محمد بن أيوب ، قثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي نجيح المكي ، عن أصحابه عطاء ، ومجاهد ، أو عمن روى ذلك عنه، أن عمر بن الخطاب كان فيما تحدثوا به عنه أنه كان يقول: كنت للإسلام مباعدا، وكنت صاحب خمر في الجاهلية، أحبها وأشربها، وكان لنا مجلس يجتمع فيه رجال من إسلام قريش بالحزورة عند دار عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ، قال: فخرجت ليلة أريد جلسائي أولئك في مجلسنا ذاك، فلم أجد منهم أحدا، قال: فقلت: لو أني جئت فلانا، خمارا كان بمكة، رجل يبيع الخمر، لعلي أجد عنده خمرا فأشرب منها، قال: فجئته فلم أجده، قال: فقلت: لو جئت الكعبة فطفت بها سبعا أو سبعين، قال: فجئت المسجد أريد أن أطوف بالكعبة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، وكان إذا صلى استقبل الشام وجعل الكعبة بينه وبين الشام، كان مصلاه بين الركنين: الركن الأسود والركن اليماني، قال: فقلت حين رأيته: والله، لو أني استمعت بمحمد الليلة حتى أسمع ما يقول، قال: فقلت: لئن دنوت منه أسمع منه لأروعنه، قال: فجئت الكعبة من قبل الحجر فدخلت تحت ثيابها فجعلت أمشي رويدا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي يقرأ القرآن، حتى قمت في قبلته ما بيني وبينه إلا ثياب الكعبة، قال: فلما سمعت القرآن رق له قلبي، فبكيت ودخلني الإسلام، فلم أزل قائما في [ ص: 284 ] مكاني ذلك حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته ثم انصرف، وكان إذا انصرف خرج على دار بني أبي حسين، وكانت طريقه حتى خرج إلى المسعى، ثم يشتد بين دار وبين دار عباس بن عبد المطلب ابن أزهر بن عبد عوف الزهري ، ثم على دار الأخنس بن شريق ، حتى يدخل بيته، وكان مسكنه صلى الله عليه وسلم في الدار الرقطاء التي كانت بيد ، قال معاوية بن أبي سفيان فتبعته، حتى إذا دخل بين دار عمر: وبين دار عباس بن عبد المطلب ابن أزهر أدركته، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسي قام، وعرفني، فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أني إنما اتبعته لأوذيه فنهمني ثم قال: "ما جاء بك يا هذه الساعة؟" قال: قلت: أن أؤمن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله عز وجل، قال: فحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الله وقال: "قد هداك الله يا ابن الخطاب ، ثم مسح صدري ودعا لي بالثبات، ثم انصرفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته، والله أعلم أي ذلك كان. عمر"