الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
827 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، قثنا حجاج بن نصير ، قثنا أبو عوانة ، عن حصين ، قال: قلت لعمرو بن جاوان: لم كان اعتزل الأحنف؟ ، قال: قال [ ص: 507 ] الأحنف انطلقنا حجاجا فمررنا بالمدينة، فبينما نحن في منزلنا إذ أتانا آت فقال: إن الناس قد فزعوا في المسجد، قال: فانطلقت أنا وصاحبي، فإذا الناس مجتمعون على نفر في وسط المسجد، قال: فتخللتهم حتى قمت عليهم، وإذا علي بن أبي طالب ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص قعود، فلم يكن ذلك بأسرع من أن جاء عثمان يمشي في المسجد عليه ملية صفراء قد رفعها، فقلت لصاحبي: كما أنت حتى أنظر ما جاء به، فلما دنا قالوا: هذا ابن عفان، قال: أهاهنا علي؟ قالوا: نعم، قال: أهاهنا الزبير؟ قالوا: نعم، قال: أهاهنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال: أهاهنا سعد؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم الله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يبتاع مربد بني فلان" ؟ فابتعته - قال حصين: أحسبه قال: بعشرين ألفا، أو بخمسة وعشرين ألفا - فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني قد ابتعته، قال: "فاجعله في مسجدنا وأجره لك" ؟ قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم الله الذي لا إله إلا هو، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يبتاع بئر رومة غفر الله له" ، فابتعتها بكذا وكذا، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني قد ابتعت بئر رومة قال: "اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك" ؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم الله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة فقال: "من يجهز هؤلاء غفر الله له" ، فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاما ولا عقالا؟ قالوا: اللهم نعم، قال: اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثم انصرف.  

التالي السابق


الخدمات العلمية