قوله جل وعز: إن أول بيت وضع للناس .
711 - حدثنا ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ، قال: حدثنا محمد بن بكير أبو معشر ، عن نافع مولى آل الزبير ، ، عن وسعيد المقبري ، قال: أبي هريرة الكعبة خلقت قبل الأرض بألفي سنة، وهي قرار الأرض، قال: إنما كانت خشفة أو حشفة على الماء عليها ملكان من الملائكة يسبحان الليل والنهار، ألفي سنة، فلما أراد الله عز وجل أن يخلق الأرض دحاها منها، فجعلها في وسط الأرض" . "إن
712 - حدثنا ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ قبيصة ، قال: حدثنا سفيان ، عن ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن مجاهد ، قال: " خلقت عبد الله بن عمرو الكعبة قبل الأرض بألفي سنة، ودحيت الأرض من تحتها " .
713 - حدثنا ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ، قال: حدثنا سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد أيوب ، عن ، قال: أبي قلابة لآدم : "إني مهبط معك بيتا تطوف حوله كما يطاف حول عرشي، ويصلى عنده كما يصلى عند عرشي" ، قال: فلم يزل كذلك حتى كان زمان الطوفان، فرفع حتى بوئ قال الله جل وعز لإبراهيم مكانه، فبناه من خمسة أجبل من حراء ، [ ص: 295 ] وبثير ، ولبنان ، والطور ، وجبل الخمر ، قال: قال : وأيم الله لتهدمنه أيتها الأمة ثلاث مرار، يرفع عند الثالثة، فاستمتعوا منه ما استطعتم. عبد الله بن عمرو
714 - حدثنا النجار ، قال: أخبرنا ، عن عبد الرزاق معمر ، عن : قتادة إن أول بيت وضع للناس قال: " آدم ، ومن بعده ". أول بيت وضعه الله، فطاف به
715 - حدثنا ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني ، قال: حدثنا ، عن عبد الصمد بن معقل ، قال: " وهب بن منبه آدم أمره أن يسافر إلى مكة ، فطوى له الأرض والمفاوز، فصار كل مفازة يمر بها خطوة، وقبض له ما كان فيها من مخاض أو بحر، فجعله له خطوة، فلم يضع قدمه في شيء من الأرض إلا صار عمرانا وبركة حتى انتهى إلى لما تاب الله عز وجل على مكة ، وكان قبل ذلك قد اشتد بكاؤه وحزنه لما كان به من عظم المصيبة، حتى إن كانت الملائكة [ ص: 296 ] لتبكي لبكائه، وتحزن لحزنه، فعزاه الله عز وجل بخيمة من خيام الجنة وضعها له بمكة في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة ، وتلك الخيمة ياقوتة حمراء من ياقوت الجنة، فيها ثلاثة قناديل من ذهب نور، تلتهب من نور الجنة، ونزل معها يومئذ الركن، وهو يومئذ ياقوتة بيضاء من ربض الجنة، وكان كرسيا لآدم يجلس عليه، فلما صار آدم بمكة حرسه الله، وحرس له تلك الخيمة بالملائكة كانوا يحرسونها، ويذودون عنها سكان الأرض، وسكانها يومئذ الجن والشياطين، فلا ينبغي لهم أن ينظروا إلى شيء من الجنة، لأنه من نظر إلى شيء من الجنة وجبت له، والأرض يومئذ طاهرة نقية لم تنجس، ولم يسفك فيها الدماء، ولم يعمل فيها بالخطايا، فلذلك جعلها الله مسكن الملائكة، وجعلهم فيها كما كانوا في السماء يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وكان وقوفهم على أعلام الحرم صفا واحدا مستديرين، فالحرم كله من خلفهم، والحرم كله من أمامهم، فلا يجوزهم جني ولا شيطان، ومن أجل مقام الملائكة حرم الحرم حتى اليوم، ووضعت أعلامه حيث كان مقام الملائكة، وحرم على حواء دخول الحرم، والنظر إلى خيمة آدم من أجل خطيئتها التي أخطأت في الجنة، فلم تنظر إلى شيء من ذلك، حتى قبضت.
[ ص: 297 ] وإن آدم صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد لقاءها ليلم بها للولد خرج من الحرم كله حتى يلقاها، فلم تزل خيمة آدم مكانها حتى قبض الله عز وجل آدم ، ورفعها إليه، وبنى بنو آدم بها من بعدها مكانا: بيتا بالطين والحجارة، فلم يزل معمورا يعمرونه، ومن بعدهم حتى كان زمن نوح ، فنسمه الغرق وخفي مكانه، فلما بعث الله عز وجل إبراهيم خليله، طلب الأساس، فلما وصل إليه ظلل الله مكان البيت بغمامة، فكانت حفاف البيت الأول، ثم لم تزل راكدة على حفافة تظل إبراهيم وتهديه مكان القواعد، حتى رفع القواعد وأقام، ثم تكشفت الغمامة، قال: فذلك قول الله جل وعز: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت الغمامة التي ركدت على الحفاف لتهديه مكان القواعد".
قال : وقرأت في كتاب من الكتب الأول، ذكر فيه أمر وهب بن منبه الكعبة ، فوجد فيه، أن ليس من ملك بعثه الله إلى الأرض، إلا أمره بزيارة البيت ، فينقض من عند العرش محرما ملبيا حتى يستلم الحجر، ثم يطوف سبعا بالبيت، ويصلي في جوفه ركعتين.
716 - حدثنا ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ أبو نعيم ، قال: حدثنا شريك ، عن مجالد ، عن ، عن الشعبي علي ، في قوله عز وجل: [ ص: 298 ]
إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين قال: هو أول بيت وضع لعبادة الله، وقد بنيت البيوت قبله.
717 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا سعيد بن منصور ، عن سفيان بن عيينة ، عن بشر بن عاصم ، قال: حدثنا سعيد بن المسيب رضي الله عنه ، قال: " أقبل علي بن أبي طالب إبراهيم عليه السلام من أرمينية ، ومعه السكينة فدله، حتى بنوا البيت كما بنوا العنكبوت بيتا، فكان يحمل أحجار الحجر يطيقه أو لا يطيقه ثلاثون رجلا، فقلت: يا ، إن الله عز وجل يقول: أبا محمد وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل قال: كان ذلك بعد".
718 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال: حدثنا عفان ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا خالد بن الحارث أشعث ، عن الحسن ، في قوله جل وعز: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة قال: " أول قبلة أعملت للناس المسجد الحرام ".
719 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن المبارك زيد ، قال: حدثنا ابن ثور ، عن ، قال: وقال آخرون في قوله: ابن جريج إن أول بيت وضع للناس قال آخرون: قالت اليهود: بيت المقدس أعظم، لأنها مهاجر الأنبياء، [ ص: 299 ] ولأنه في الأرض المقدسة، فقال المسلمون: بل الكعبة أعظم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فذلك حتى قوله: فيه آيات بينات مقام إبراهيم ، وليس ذلك في بيت المقدس ومن دخله كان آمنا ، وليس ذلك في بيت المقدس ، ولله على الناس حج البيت وليس ذلك لبيت المقدس .
قوله جل وعز: للذي ببكة مباركا .
720 - حدثنا موسى ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، عن وكيع سفيان ، عن ، عن أخيه ، عن الأسود بن قيس ابن الزبير ، قال: "إنما سميت بكة موضع البيت، ومكة ما حوله"، وكذلك روي عن ، النخعي وأبي مالك ، ، وأبي صالح . وسلمة بن كهيل
721 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال: حدثنا سعيد ، قال: حدثنا ، عن إسماعيل بن زكريا ، عن مسعر عتبة بن قيس ، قال: "إن مكة بكت [ ص: 300 ] بكاء، الذكر فيها كالأنثى ، فقلت: كأن هذا من قول ، فقال: بل هو من قول ابن عمر عمر .
722 - حدثنا علي ، قال: حدثنا حجاج ، قال: حدثنا حماد ، عن حماد الكوفي ، عن ، أنه قال: " بكت الرجال بالنساء، والنساء بالرجال في الطواف، بعضهم ببعض " . سعيد بن جبير
723 - حدثنا محمد بن علي ، قال: حدثنا سعيد ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد ، عن سعيد ، قال: أخبرني ، قال: سمعت سلمة بن كهيل ، يقول: " إنما سميت مجاهدا بكة ، لأن الناس يبك بعضهم بعضا " .
- وكذلك قال . قتادة
724 - أخبرنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز الأثرم ، عن : أبي عبيدة للذي ببكة قال: " للذي ببكة هو اسم لبطن مكة ؛ وذلك لأنهم يتباكون فيها ويزدحمون ".
[ ص: 301 ]
725 - حدثنا ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ حسين المروزي ، قال: حدثنا أبو صالح ، قال: حدثني ، أنه سأل يعقوب بن عبد الرحمن ، أن يكتب له في منزل في داره محمد بن زيد بن المهاجر بمكة ، فكتب إلى ابن فروخ : "إياك أن تكريها، أو تأكل كراها، فإنها، إنما سميت بكة ، لأنها تبك الظلمة" .
726 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: أخبرنا ، عن يحيى بن آدم ، عن عبد السلام بن حرب ، عن عطاء بن السائب وبرة ، قال: صليت إلى جنب أبي جعفر بمكة ، فمرت امرأة فرددتها، فضرب بيدي، فلما صلى، قال: "أتدري لم سميت بكة ؟ قلت: لا، قال: لأن الناس تبك فيها بعضهم بعضا، ولها سنة ليست لسائر البلدان" .
727 - حدثنا النجار ، قال: أخبرنا ، عن عبد الرزاق معمر ، عن ، قال: " قتادة وبكة : بك الناس بعضهم بعضا، الرجال والنساء، جميعا يصلي بعضهم بين يدي بعض، ويمر بعضهم بين يدي بعض، ولا يصلح ذلك إلا بمكة ".
[ ص: 302 ]