الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        قوله جل وعز: فيه آيات بينات   .

        728 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا الزعفراني ، قال: حدثنا أسباط بن محمد ، قال: حدثنا موسى بن عبيدة ، قال: أخبرتني رقية بنت عبد الرحمن ، عن أمها حجة بنت قرط ، عن عائشة ، قالت: "ألقيت المقام من السماء " .

        729 - حدثنا علي بن المبارك ، قال: حدثنا زيد ، قال: حدثنا ابن ثور ، عن ابن جريج ، قال: أخبرني عطاء ، أن ابن عباس ، قال: " فيه آيات بينات قال: لا، ولكن فيه آية بينة لأنه البينة التي ذكرها هي مقامه، هذا الذي في المسجد الحرام ، ومقام إبراهيم ، يعد كبيرا، مقامه الحج كله " .

        730 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال: أخبرنا روح ، قال: حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال: وحدثنا محمد بن رافع ، قال: حدثنا شبابة ، قال: حدثني ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد فيه آيات بينات قال: كان مجاهد ، يقول: "أثر قدميه في المقام آية بينة ومن دخله كان آمنا قال: هذا شيء آخر " .

        731 - حدثنا محمد بن علي الصائغ ، قال: حدثنا سعيد بن منصور ، قال: حدثنا مسلم بن خالد ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، وعطاء ، قالا: " مقام إبراهيم المسجد الحرام ، ومنى ، وعرفة ، والمزدلفة " .

        [ ص: 303 ]

        732 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، قال: حدثنا عبد الوهاب ، عن الكلبي ، قال: فيه آيات بينات قال: " الكعبة ، والصفا والمروة ، ومقام إبراهيم الحرم كله هو مقام إبراهيم ".

        قوله جل وعز: ومن دخله كان آمنا .

        733 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس ، قال: حدثنا أبي ، عن داود بن عبد الرحمن ، عن ابن خثيم ، عن ابن أبي نجيح ، عن حويطب بن عبد العزى ، قال: "أدركت في الجاهلية في الكعبة حلقا أمثال لجم البهم، لا يدخل خائف يده فيها إلا لم يهيجه أحد، فجاء خائف ذات يوم، فأدخل يده فيه، فجاءه آخر من ورائه، فاجتذبه، فشلت يداه فلقد رأيته أدرك الإسلام، وإنه لأشل".

        734 - حدثنا النجار ، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، وابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله عز وجل: ومن دخله كان آمنا قال: "كان ذلك في الجاهلية، فأما اليوم، فإن سرق أحد قطع" .

        [ ص: 304 ]

        735 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا ابن صالح ، عن خارجة ، عن سعيد ، عن قتادة .

        -قال زكريا : وحدثنا إسحاق ، قال: أخبرنا روح ، قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله: ومن دخله كان آمنا قال: " كان في الجاهلية، كان الرجل لو جر كل جريرة على نفسه، ثم لجأ إلى حرم الله لم يتناول، ولم يطلب، فأما الإسلام، فإنه لا يمنع من حدود الله   " .

        736 - أخبرنا الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال: أخبرني ابن أبي حسين ، عن عكرمة بن خالد ، قال: قال عمر : "لو وجدت فيه قاتل الخطاب ، ما مسسته حتى يخرج منه" .

        737 - حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ، قال: حدثنا قبيصة ، قال: حدثنا سعيد ، عن إسماعيل بن عبد الملك ، عن عطاء ، قال: " من مات في الحرم بعث آمنا ، يقول: ومن دخله كان آمنا ".

        738 - حدثنا موسى بن هارون ، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق ، قال: حدثنا أبو عاصم ، عن زريق مولى بني محزوم ، عن زياد بن أبي عياش ، عن يحيى بن جعدة : ومن دخله كان آمنا قال: "آمنا من النار" .

        [ ص: 305 ]

        739 - حدثنا الدبري ، قال: حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله جل وعز: " ومن دخله كان آمنا قال: من قتل، أو سرق في الحل، ثم دخل الحرم، فإنه لا يجالس، ولا يكلم، ولا يؤوى، ولكنه يناشد حتى يخرج، فيؤخذ فيقام عليه ما جر، فإن قتل أو سرق في الحل فأدخل الحرم ، فأرادوا أن يقيموا عليه ما أصاب أخرجوه من الحرم إلى الحل، فأقيم عليه، وإن في الحرم، أو سرق  قتل أقيم عليه في الحرم" .

        740 - حدثنا الدبري ، قال: حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال: " عاب ابن عباس على ابن الزبير في رجل أخذ في الحل، ثم أدخله الحرم، ثم أخرجه إلى الحل، فقتله ، قال: أدخله الحرم، ثم أخرجه، يقول: أدخله بأمان، وكان ذلك الرجل اتهمه ابن الزبير في بعض الأمر، وكان ابن عباس لم ير عليه قتلا" .

        [ ص: 306 ]

        741 - حدثنا أبو سعد ، قال: حدثنا عمرو بن زرارة ، قال: أخبرنا هشيم ، عن مطرف ، عن الشعبي ، قال: "من أحدث حدثا، ثم لجأ إلى الحرم ، فقد أمن، ولا يعرض له، وإن أحدث في الحرم أقيم عليه" .

        قوله جل وعز: ولله على الناس حج البيت .

        742 - حدثنا علي بن الحسن الهلالي ، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، قال: حدثنا شريك ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال: لما نزلت: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال رجل: يا رسول الله أفي كل عام؟ قال: فقال: "حج حجة الإسلام التي عليك، ولو قلت: نعم، وجبت عليكم" .

        قوله جل وعز: من استطاع إليه سبيلا .

        743 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال: حدثنا أبو حذيفة ، قال: حدثنا سفيان ، عن إبراهيم الخوزي ، عن محمد بن عباد ، عن ابن عمر ، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم، عن قول الله عز وجل: من استطاع إليه سبيلا فقال: "ما السبيل؟ قال: الزاد، والراحلة" .

        [ ص: 307 ]

        744 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال: حدثنا أبو محمد حجاج بن منهال الأنماطي البصري ، قال: حدثنا حماد بن سلمة ، قال: حدثنا قتادة وحميد ، عن الحسن ، "أن رجلا، قال: يا رسول الله، ما السبيل إليه؟ قال: "الزاد والراحلة   " .

        745 - حدثنا أبو أحمد ، قال: أخبرنا يعلى ، قال: حدثنا محمد بن سوقة ، قال: سمعت رجلا يسأل سعيد بن جبير ، قال: سمعت الله عز وجل يقول: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا فما هذا السبيل؟ قال: " من كان له ثمن راحلة وزاد، فقد وجب عليه الحج " .

        746 - حدثنا موسى ، قال: حدثنا عبد الأعلى ، قال: حدثنا مسلم ، عن ابن نجيح ، عن مجاهد ، قوله عز وجل: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال: "البلاغ، والراحلة، والزاد" .

        [قوله جل وعز]: ومن كفر .

        747 - حدثنا علان بن المغيرة ، قال: حدثنا أبو صالح ، قال: حدثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا والسبيل: أن يصح نذر العبد، ويكون له ثمن زاد وراحلة، من غير أن يجحف به" .

        [ ص: 308 ]

        748 - حدثنا موسى ، قال: حدثنا يوسف القطان ، قال: حدثنا أبو عاصم النبيل ، عن المثنى بن الصباح ، عن عطاء : ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال: "الزاد، والراحلة، وأن تخلف لأهلك من النفقة ما يكفيهم" .

        749 - حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة ، بمكة وأبو محمد سليمان بن شعيب الكيساني ، بمصر ، قالا: حدثنا المقرئ ، قال: حدثنا حيوة بن شريح ، وابن لهيعة ، قالا: أخبرنا شرحبيل بن شريك المعافري ، أنه سمع عكرمة ، يقول في هذه الآية: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال: "السبيل: الصحة" .

        750 - حدثنا علي بن الحسن ، قال: حدثنا عبد الله ، عن سفيان ، قال: حدثنا خالد بن أبي كريمة ، عن رجل ، عن ابن الزبير ، قال: " السبيل على قدر القوة " .

        [ ص: 309 ]

        751 - حدثنا موسى ، قال: حدثنا شجاع ، قال: حدثنا هشيم ، قال: أخبرنا جويبر ، عن الضحاك ، في قوله عز وجل: من استطاع إليه سبيلا قال: "الزاد، والراحلة ، فإن كان رجلا شابا، فليؤجر نفسه بأكله وعقبه حتى يقضي نسكه، فقيل للضحاك : أكلف الله العباد ما لا يطيقون؟ قال: فقال: لو كان لأحدهم هناك مال لأتاه، ولو حبوا" وقال: الضحاك : الزاد والراحلة.

        قوله جل وعز: ومن كفر فإن الله غني عن العالمين .

        752 - حدثنا محمد بن علي ، قال: حدثنا سعيد بن منصور ، قال: حدثنا هشيم ، قال: أخبرنا جويبر ، عن الضحاك ، قال: "لما نزلت: ولله على الناس حج البيت جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الملل مشركي العرب، والنصارى، واليهود، والمجوس، والصابئين، فقال: "إن الله عز وجل فرض عليكم الحج، [ ص: 310 ] فحجوا البيت، فلم يقبله إلا المسلمون، ثم كفروا بالبيت، فذلك قوله عز وجل: ومن كفر يعني: ومن جحد فإن الله غني عن العالمين " .

        753 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: حدثت عن ابن حيان ، في قول الله جل وعز: ولله على الناس حج البيت إلى قوله: ومن كفر يقول: "من أنكر الحج، وكفر به، ولم يره عليه حقا، من أهل الأديان كلهم فإن الله غني عن العالمين وكفرت اليهود، والنصارى، وسائر أهل الأديان بالحج، وآمن به المسلمون، ولم يكفروا به".

        754 - حدثنا علان ، قال: حدثنا أبو صالح ، قال: حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس : " ومن كفر فإن الله غني عن العالمين يقول: من كفر بالحج، ولم ير حجه برا، ولا تركه مأثما" .

        755 - حدثنا موسى ، قال: حدثنا مجاهد بن موسى ، قال: حدثنا هشيم ، قال: أخبرنا العلاء ، عن عاصم بن أبي النجود ، قال: قال عبد الله : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال: ومن كفر فلم يؤمن به، فهو الكافر" .

        [ ص: 311 ]

        756 - حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب ، وعلي بن عبد العزيز ، قالا: حدثنا أبو نعيم ، قال: حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد : ومن كفر فإن الله غني عن العالمين قال: "من كفر بالله واليوم الآخر" .

        757 - حدثنا موسى ، قال: حدثنا عمرو الناقد ، قال: حدثنا هشيم ، قال: أخبرنا حجاج ، عن عطاء ، وجويبر ، عن الضحاك ، في قوله عز وجل: ومن كفر قال: "من جحد بالحج، وكفر به" .

        758 - حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، قال: حدثنا أبو الربيع ، قال: حدثنا حماد ، عن هشام ، عن الحسن ومن كفر قال: "ومن كفر بالحج" .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية