الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        قوله جل وعز: الذين ينفقون في السراء والضراء   .

        923 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: أخبرنا روح ، قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة.

        - قال زكريا: وحدثنا يزيد بن صالح ، عن خارجة ، عن سعيد ، عن قتادة ، في قول الله عز وجل: الذين ينفقون في السراء والضراء الآية، قال: " هؤلاء قوم أنفقوا في العسر، واليسر، والجهد، والرخاء، فمن استطاع أن يغلب الشر بالخير، فليفعل، ولا قوة إلا بالله" [ ص: 383 ] .

        924 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: حدثت عن ابن حيان ، في قوله عز وجل: الذين ينفقون في السراء والضراء ، قال: "في اليسر والعسر".

        قوله جل وعز: والكاظمين الغيظ .

        925 - أخبرنا النجار ، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا داود بن قيس ، عن زيد بن أسلم ، عن رجل من أهل الشام، يقال له: عبد الجليل ، عن عم له، عن أبي هريرة ، في قوله عز وجل: " والكاظمين الغيظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كظم غيظا، وهو يقدر على إنفاذه، ملأه الله أمنا وإيمانا".

        926 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: أخبرنا روح ، قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة.

        - قال زكريا: وحدثا يزيد بن صالح ، عن خارجة ، عن سعيد ، عن قتادة: والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ، قال: "فمن استطاع أن يغلب الشر بالخير فليفعل، ولا قوة إلا بالله، فنعمت -والله- الجرعة، يتجرعها ابن آدم من صبر، وأنت مغيظ، وأنت مظلوم".

        927 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: وحدثت عن ابن حيان ، في قوله عز وجل: والكاظمين الغيظ ، قال: " يغيظون في [ ص: 384 ] الأمر، لو دفعوا به، لكانت معصية لله، فيغفرون ذلك، ويعفون عن الناس، ومن يفعل ذلك، فهو محسن.

        قوله جل وعز: والعافين عن الناس .

        928 - حدثنا حامد بن أبي حامد ، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي ، عن أبي جعفر ، عن ربيع بن أنس ، في قول الله جل ثناؤه: والعافين عن الناس ، قال: " المملوكين".

        قوله عز وجل: والله يحب المحسنين .

        929 - حدثنا علي ، قال: حدثنا أحمد ، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن إسحاق: الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ; أي: "وذلك الإحسان، وأنا أحب من عمل به".

        930 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: وحدثت عن ابن حيان ، في قوله عز وجل: الذين ينفقون قرأ حتى والله يحب المحسنين ، قال: "يغيظون في الأمر، فيغفرون، ويعفون عن الناس، ومن يفعل ذلك فهو محسن، والله يحب المحسنين" [ ص: 385 ] بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند ذلك: "إن في أمتي هؤلاء قليل، إلا من عصمه الله، وكانوا في الأمم التي مضت كثير".

        التالي السابق


        الخدمات العلمية