الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
والقول الثاني: إنه لا يحل أكل ما لم يذكر عليه اسم الله تعالى في العمد والنسيان قول الحسن ، وابن سيرين ، والشعبي وعارضه محمد بن جرير ، وقال لو لم يكن من فساده إلا أن العلماء على غيره والجماعة لكان ذلك كافيا من فساده .

[ ص: 353 ] قال أبو جعفر: وقد ذكرنا من قال به من العلماء.

500 - حدثنا أحمد بن محمد الأزدي ، قال: حدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا حجاج ، قال: حدثنا حماد ، عن داود ، عن الشعبي ، قال: ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه " وهذا أيضا مذهب أبي ثور والقول الثالث: إنه إذا ذبح فنسي التسمية  أكلت ذبيحته، قول سعيد بن جبير ، والنخعي، ومالك ، وأبي حنيفة ، ويعقوب ، ومحمد والحجة لهم أن ظاهر الآية يوجب أن لا تؤكل ذبيحة من ترك ذكر اسم الله تعالى عامدا ولا ناسيا ألا ترى أن فيها وإنه لفسق فخرج بهذا النسيان لأنه لا يقال لمن نسي فسق والقول الرابع إنه تؤكل ذبيحة المسلم وإن ترك التسمية عامدا غير متهاون، قول ابن عباس .

[ ص: 354 ] 501 - كما قرئ على أحمد بن شعيب بن علي ، عن عمرو بن علي ، قال: حدثنا يحيى القطان ، قال: حدثنا سفيان ، قال: حدثنا هارون بن أبي وكيع ، عن أبيه، عن ابن عباس ، في قوله جل وعز: ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه قال: " خاصمهم المشركون فقالوا: "ما ذبح الله فلا تأكلونه وما ذبحتم أكلتموه" فهذا من أصح ما مر وهو داخل في المسند وخبر ابن عباس بسبب نزول هذه الآية فوجب أن يكون ما لم يذكر اسم الله عليه يعني به الميتة وما ذبحه المشركون غير أهل الكتاب وما ذبحه المسلمون وأهل الكتاب مأكول وإن لم يذكر عليه اسم الله جل وعز، واحتج ابن عباس فقال [ ص: 355 ] اسم الله تعالى مع المسلم وهذا القول هو الصحيح من قول الشافعي

502 - وقد حكى حيوة بن شريح عن، عقبة بن مسلم ، أنه قال: " يؤكل ما ذبحوا لكنائسهم لأنه من طعامهم الذي أحله الله جل وعز لنا قال: فقلت له فقد قال الله تعالى: وما أهل لغير الله به فقال: إنما ذلك ذبائح أهل الأوثان والمجوس " وفي هذه السورة وأعرض عن المشركين 503 - روي عن ابن عباس ، قال: نسخ هذا قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر الآية وقال غيره ليس هذا بنسخ إنما هذا من قولهم أعرضت عنه أي لم أنبسط إليه واشتقاقه من أوليته عرض وجهي وهذا واجب أن [ ص: 356 ] يستعمل مع المشركين وأهل المعاصي، قال جل وعز: أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين

التالي السابق


الخدمات العلمية