الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- باب الترغيب في تعلم الناسخ والمنسوخ

- باب اختلاف العلماء في الذي ينسخ القرآن والسنة

- باب أصل النسخ واشتقاقه

- باب النسخ على كم يكون من ضرب

باب الفرق بين النسخ والبداء

باب السور التي فيها الناسخ والمنسوخ

الناسخ والمنسوخ للنحاس

النحاس - أبو جعفر محمد بن إسماعيل النحاس

صفحة

جزء

ومن العلماء من أدخل الآية السادسة في الناسخ والمنسوخ.

[ ص: 390 ] باب ذكر الآية السادسة .

قال جل وعز: ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض .

545 - حدثنا بكر بن سهل ، قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض قال: " وذلك والمسلمون قليل يومئذ فلما كثروا واشتدت سلطانهم أنزل الله تعالى بعد هذا في الأسرى فإما منا بعد وإما فداء فجعل الله تعالى النبي والمؤمنين في أمر الأسرى بالخيار إن شاءوا قتلوهم وإن شاءوا استعبدوهم وإن شاءوا فادوهم " .

قال أبو جعفر: وهذا كله من الناسخ والمنسوخ بمعزل لأنه قال تعالى: ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض فأخبر بهذا فلما أثخن في الأرض كان له أسرى واختلف في [ ص: 391 ] الحكم فيهم وسنذكر ذلك في موضعه إن شاء الله .

وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ أَدْخَلَ الْآيَةَ السَّادِسَةَ فِي النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ.

[ ص: 390 ] بَابُ ذِكْرِ الْآيَةِ السَّادِسَةِ .

قَالَ جَلَّ وَعَزَّ: مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ .

545 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ قَالَ: " وَذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ قَلِيلٌ يَوْمَئِذٍ فَلَمَّا كَثُرُوا وَاشْتَدَّتْ سُلْطَانُهُمْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى بَعْدَ هَذَا فِي الْأَسْرَى فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً فَجَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى النَّبِيَّ وَالْمُؤْمِنِينَ فِي أَمْرِ الْأَسْرَى بِالْخِيَارِ إِنْ شَاءُوا قَتَلُوهُمْ وَإِنْ شَاءُوا اسْتَعْبَدُوهُمْ وَإِنْ شَاءُوا فَادَوْهُمْ " .

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَهَذَا كُلُّهُ مِنَ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ بِمَعْزِلٍ لِأَنَّهُ قَالَ تَعَالَى: مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ فَأَخْبَرَ بِهَذَا فَلَمَّا أَثْخَنَ فِي الْأَرْضِ كَانَ لَهُ أَسْرَى وَاخْتُلِفَ فِي [ ص: 391 ] الْحُكْمِ فِيهِمْ وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث