والقول الثالث: إن المعنى في الدعاء وأن الصلاة هاهنا الدعاء هذا قول ، أبي هريرة وأبي موسى . وعائشة
656 - كما حدثنا أحمد بن محمد الأزدي ، قال: حدثنا فهد ، قال حدثنا ، قال: حدثنا معلى بن أسد ، قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع ، عن أبيه، قال: قالت لي خالتي هشام بن عروة يا ابن أختي هل تدري فيم أنزلت هذه الآية عائشة ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قلت: لا: قالت: "أنزلت في الدعاء" .
[ ص: 499 ] قال وهذا من أحسن ما قيل في الآية لأن فيه هذا التوقيف عن أبو جعفر: ، والمعروف في كلام العرب أن عائشة ولا يقال للقراءة صلاة إلا على مجاز وأيضا فإن العلماء مجمعون على كراهة الصلاة الدعاء وقد قال الله: رفع الصوت بالدعاء، ادعوا ربكم تضرعا وخفية وأما أن تكون الآية منسوخة بقوله تعالى: واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة فبعيد لأن هذا عقيب قوله تعالى: وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون فإنما أمر الله تعالى إذا أنصت أن يذكر ربه في نفسه تضرعا وخيفة من عقابه ولهذا كان هاهنا وخيفة وثم وخفية ومع هذا فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في كراهة رفع الصوت بالدعاء ما يقوي هذا 657 - وقد قال في قول الله تعالى: ابن جريج إنه لا يحب المعتدين قال: "من الاعتداء رفع الصوت بالدعاء والنداء والصياح به".
[ ص: 500 ] 658 - قال ، حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الأزدي ، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن يونس ، قال: حدثنا ، عن أبو معاوية الضرير عاصم ، عن أبي عثمان ، أبي موسى ، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا في وهدة من الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا" ثم دعاني وكنت قريبا منه فقال: "يا فرفع الناس أصواتهم بالتكبير عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة من كنز الجنة؟" فقلت: بلى يا رسول الله قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله". عن
[ ص: 501 ]